| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأثنين 8/4/ 2013



على المكشوف

المناطق الطرفية
بحاجة الى مستشفيات

د. سلام يوسف

عشرات ألوف ،بل مئات ألوف المواطنين يسكنون أطراف المحافظات ،وبكثافة سكانية عالية ضمن مساحات محددة، وخصوصاً في بغداد كما أراها، هذه المناطق تعاني من تردٍ بالخدمات الصحية ومن أوضاع بيئية متخلفة جداً.

الأعداد الكبيرة من هؤلاء الناس ومن غير أدنى شك يتعرضون لمختلف الحالات الصحية، منها الأمراض المعروفة ومنها الحالات الطارئة كالولادات المتعسرة ،حالات التسمم(الغذائي والدوائي والكيمياوي وغيرها) ،حالات الجروح والحروق ،الصعق الكهربائي ،إصابات الحشرات والقوارض... الخ.

علماً أن الطابع الريفي هو السمة الرئيسة لهذه المجمعات السكنية ،بمعنى حتى مستويات الوعي الصحي محدودة بهذا الشكل أو ذاك، ناهيك عن إهمال الحكومات المتعاقبة لهذه المناطق.

على أرض الواقع ،فأن بعض هذه المناطق تخدمها مراكز التأمين الصحي، وهذه المراكز يديرها أطباء حديثو التخرج وهم أيضاً ما زالوا بحاجة الى اكتساب الخبرة مما يعني أن رعاية هؤلاء المواطنين صحياً لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تقوم بها تلك المراكز الصحية بسبب محدودية الإمكانيات التكنو ـ طبية وكذلك محدودية خبرة العاملين فيها.

وحينما تحصل الحالات الصحية الحرجة ،ترى المواطنين يقطعون المسافات الطويلة والتي تستغرق وقتاً (وهو الوقت الثمين لحياة المصاب) من أجل الوصول الى أقرب مستشفى، فعلى مدى عقود من الزمن لم يتم أنشاء مستشفى واحداً في مثل هذه الأماكن ،فالطاغية المقبور أحرق أموال العراق في نيران حروبه العبثية ،وبعد زواله، لم يبق في أجندات القوى المتنفذة بسبب معاركهم السياسية العقيمة، حيز من اجل تقديم الخدمات للمواطنين ،أذاً لم يبق أمام المواطنين الاّ المطالبة بحقوقهم وفق الدستور.

أن وزارة الصحة وضمن خططها السنوية ،مطالبة بأدراج أنشاء مستشفى متقدمة ومتطورة وذات سعة سريرية مستوفية لمتطلبات النمو السكاني، في كل جهة من الجهات الأربع المحيطة ببغداد تخدم سكان المناطق الطرفية وتؤمّن تقديم الرعاية الصحية المطلوبة.

أن علم طب المجتمع الحديث راح يهتم بالمواقع والأماكن التي يعتبرها بؤر للأمراض المتوطنة ومرتكزات تنطلق منها الأوبئة وعدوى شتى أنواع الأمراض ،ومنها المناطق الطرفية والنائية والريفية والزراعية، المحتشدات البشرية(السجون والمعتقلات والمؤسسات التعليمية، المستشفيات نفسها ،المطاعم والفنادق والمسابح.. وغيرها)،والعمل على تقليل الخسائر بين صفوف السكان.

 

 

free web counter