| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأحد  8 / 9 / 2013



على المكشوف

هل للأستغلال من حدود..؟

د. سلام يوسف

ما يؤلم حقاً حينما تجد وبالملموس أن بوصلة المهنة الإنسانية قد توجهت اتجاهاً أخراً بعيداً عن معانيها الإنسانية على أيدي مجموعة لا ترى أبعد من الفيمة النفعية المباشرة للأموال دون النظر الى القيمة المعنوية التي دخلت في توفير تلك الأموال والناتجة عن الجهد والتعب المبذولين خلال ساعات عمل الشخص الذي يوفرها.

فسلوكيات مرفوضة قطعاً يسلكها بعض طفيلي مهنة الطب ،قد أساءت للمهنة بشكل مباشر ولغاياتها الإنسانية حتماً ،وألاّ كيف نفسّر ما يتعرض له المواطن من استغلال مغلّف وعلى أيدي من يعقد الاتفاقات في طلب أجراء بعض الفحوصات المختبرية المكلفة وبنفس الوقت لا تفيد في تحديد تشخيص الحالة ؟!

فقد حكى لي أحد الأصدقاء المقربين وهو يعمل بالتحليلات المَرَضية في أحد أشهر المختبرات في (...) ،عن الكثير من طلبات التحاليل تأتيهم الى المختبر وهو يعلم (أي صديقي) أنها لا تفيد في تشخيص الحالة بعد أن يتعرف على شكوى المريض أو الشخص المطلوب أجراء التحليل له.

وحينما طلبت منه التفاصيل ،قال : "صدقني أذا أقول لك أن الطبيب صاحب المختبر متفاهم مع الأطباء ويرسل لهم في نهاية كل شهر مظاريف فيها مبالغ كمكافأة لهم إزاء إرسالهم لهؤلاء المرضى كي يجرون التحاليل في مختبرنا"، علماً أن هذه "المكافئات" تخرج من جيوب المغلوب على أمرهم كمبالغ أضافية تضاف على أجور التحاليل..!!

لم أندهش من هذا الموضوع فأنا على دراية به ،ولكن الذي استوقفني هو موضوع التحاليل التي يطلبها الطبيب وهي لا تفيد بالاقتراب من التشخيص أو على الأقل تسهله!

فإلى هذا المستوى بلغت حدود الاستغلال بحيث دفعت بعض الأطباء الى الحنث بالقَسَم ويتاجرون بمرضاهم؟!
الى هذا المستوى بلغ ضعف النَفس وصغرها الى حد استثمار عدم معرفة الناس بخبايا المهنة ودقائق تفاصيلها؟ وهو ما يُطلق عليه "الأستغفال"!

والمصيبة أنه لا يوجد سبيل الى التحدث مع الطبيب المعني ومحاججته ، على اعتبار أن هذه الإجراءات من صلب عمله وفهمه وتعامله مع الحالة المعنية ،ولكن يبدو أنها كلمة حق أريد بها باطل.

أن هذه السلوكية (التقفيصية /كما هو المصطلح الشائع بين الناس)، مسيئة جداً للمهنة وسمعتها ،بل تعكس انحطاطاً خطيراً في وشائج العلاقة بين المريض وطبيبه مما يؤسس الى خلق فجوة تتوسع يومياً بين الطرفين وحينها سيستوي الذين يجب أن تتوفر فيهم كل الخصال الإنسانية، مع المنحرفين وذوي السلوكيات الشاذة.

لا يوجد سبيل أمامنا ألاً بتسليح المواطنين بالمعرفة وزيادة عدد المؤسسات الصحية الحكومية مع دعم وتحسين نوعية خدماتها ،إضافة الى توفير كل أنواع التحاليل حتى ولو بأجور مدعومة، ناهيك عن أجراء حملات توعية تثقيفية شعبية لخنق أمراض الفساد الإداري والمالي المستشري حالياً.

 

free web counter