د. سلام يوسف

 

على المكشوف

صرف العلاج بلا وصفة طبية
 

د . سلام يوسف

من الأمور التي تجعل المواطن متفائلاً هي الهمّة التي تخطط على أساسها بعض الأجهزة الخاصة في وزارة الصحة في برمجة نشاطاتها للقضاء على الكثير من السلبيات التي خلفها النظام السابق ومنها زيادة عدد المؤسسات الصحية ، الحملات التلقيحية والحرص على توفير تلك اللقاحات ، إعادة المفصولين السياسيين ( والتي نأمل من بعض المسؤلين التحرر من عقدة معاداة الشيوعية البالية ) وتاركي العمل بسبب سياسات القمع التي مورست ضدهم أيام النظام البائد وغير ذلك . وقد قامت الوزارة بجهود متميزة بالأونة الأخيرة للقضاء على ظاهرة ( أدوية الأرصفة ) ـ هذه الظاهرة التي نوهنا عنها سابقاً ـ رغم ما يزال الكثير من ( البسطيات ) تزاول أعمالها بكل صلف وعناد وخصوصاً في ساحة الطيران وشارع الرشيد .إن متابعة أجهزة الوزارة وبالتعاون مع وزارة الداخلية سيقضي على هذه الظاهرة التي يستهجنها كل مواطن ، إلاّ إننا نلفت أنظار السادة المسؤولين في وزارة الصحة وخصوصاً في أقسام التفتيش ودائرة السيد المفتش العام الى ظاهرة أخرى لاتقل خطورة بالنتائج عن سابقتها ، هذه الظاهرة عادت بسرعة للمزاولة بعد أن غض المسؤولون الطرف عن متابعتها الا وهي ظاهرة ( صرف الدواء بالصيدليات الخاصة بلا وصفة طبية ).وكنتاج لتداعيات إنهيار النظام البائد قبل سقوطه فلسنوات قليلة مضت كان عدد الصيدليات محكوم بأسس معينة ، ولسنوات أخرى مضت كان الدواء لايصرف من الصيدليات نفسها الاّ بوصفة طبية وتقوم اللجان التفتيشية بمتابعة هذه الأمور وبين نجاح وإخفاق إلاّ إنها كانت تقوم بذلك ، ولكن المهم بالموضوع الأن هو إن الأدوية المخدّرة والمنومة تباع بهذه الصيدليات وبشكل واسع ، وحيث إن بعض العلاجات تحوي على مثل تلك المواد المخدّرة مثل الأدوية المضادة للسعال أو للحساسية (الألرمين) لإحتوائها على المهدئات أو الفاليوم أو الأتيفان ..الخ إننا نناشد أجهزة وزارة الصحة ونقابة الصيادلة ونقابة الأطباء للعمل من أجل أيجاد آلية معينة منصفة وعملية لأجل الحد من هذه الظاهرة . على المكشوف نقولها للزملاء الصيادلة ـ الصيدلة علم وإنسانية وليس تجارة وربح !! ـ