| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأحد 7/8/ 2011



على المكشوف

لقاح الـ BCG ...هل أصبح معضلة !؟

د. سلام يوسف

التدرن لازال من الأمراض المنتشرة في العالم رغم التقدم العلمي في مكافحته، وهو كذلك من الأمراض المتوطنة في العراق ودول الجوار، بل هناك مؤشرات تدل على زيادة في تسجيل عدد الحالات الجديدة في بعض مناطق العراق ومنها العاصمة بغداد.

وواحدة من الخطط التي تنفذها كل وزارات الصحة في العالم هي خطة التطعيم ضد هذا المرض، وكل بلد يعتمد الآلية التي تتناسب مع المعطيات المتوفرة عنده بخصوص هذا المرض، والآلية المتّبعة في العراق هي أعطاء لقاح الـ BCG لحديثي الولادة وخلال الأسبوع الأول من العمر.

هناك مشكلة حقيقية في بلدنا والمتمثلة بعدم توفر هذا اللقاح منذ ما يقارب سنة، أي أن الأطفال سيتجاوزون عامهم الأول وهم غير محصنين ضد هذا المرض الخطير، وأن الدراسات والبحوث العلمية وكذلك أستناداً الى التوجيهات الحديثة لوزارة الصحة والتي تقضي بعدم الفائدة من تلقيح الأطفال الذين بلغوا السنة من العمر ، لذا فأن أعداداً كبيرة منهم سيكونون زوايا مختبئة لمرض التدرن ربما تنذر بحصول وباء في المستقبل!

لقد حاولت وزارة الصحة توفير أعداد من جرع لقاح الـ BCG  ولكن الأجراءات لازالت دون مستوى الطموح وهناك شح كبير بهذه المادة،(وعلى سبيل المثال لا الحصر)ففي أحد المراكز الصحية في مدينة الصدر تم تحصيص 120 جرعة فقط ليوم 2/8/2011 بينما كان عدد الأطفال الذين حملهم ذويهم لأجل الحصول على اللقاح قد بلغ 200 طفل تقريباً.

ناهيك عن الأساليب غير المقبولة في تلقيح هذا الطفل دون ذاك ومنها المحسوبية والمنسوبية ودفع بعض (ما جادت به الأيدي الكريمة !).

أن الكميات المطلوبة من أي لقاح يجري وفق الخطط الأستراتيجية وحسب الأحتياج والذي لا أحد يستطيع أن يحدده الاّ وزارة الصحة ، وبناءً على ذلك فأن وزارة الصحة تقدم طلباتها(بوقت ليس بالقصير)الى الشركات العالمية المنتجة، وأذا لم يتم تقديم هكذا طلبات بالوقت المناسب فأن الشركات لايمكن لها أن تجهز الكميات المطلوبة من هذه المادة أو تلك وبالتالي تحصل الأزمة كما يجري الأن، لذا فأن التقصير واضح من جانب الجهات الحكومية المختصة وتتحمل كافة تبعات ما سيحصل في المجتمع، والوقت الأن يمر في المرحلة الأخيرة من المهلة(أي السنة الأولى من عمر الطفل) ولذا فالمطلوب تقديم الطلبات العاجلة (الأستثنائية) وكذلك محاولة التعاون مع دول الجوار والتي ظروفها الصحية والتلقيحية مشابهة لظروفنا بأستيراد ما يمكن أن يسد جانباً من الثغرة الكبيرة الحاصلة في جدار تحصين أطفالنا.

والسؤال المطروح ،هل دخل توفير هذا اللقاح أو ذاك العلاج ضمن دائرة(المحاصصة) النفعية الذاتية؟ وعكس ذلك فأين يكمن الخلل؟ أن أعضاء لجنة الصحة والبيئة في البرلمان مدعوون اليوم الى ممارسة واجباتهم ومسؤولياتهم تجاه المواطنين الذين أنتخبوهم، فتوفير اللقاح ليس بمعضلة.

 

 

free web counter