| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأحد 6/5/ 2012



على المكشوف

من أجل أطلاق الحملة الوطنية
للتوعية الصحية

د. سلام يوسف

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نُعزي سبب حالةٍ ما أو نتيجةٍ ما الى طرف واحد، فدوماُ هناك و في كل معادلة طرفان أو أكثر على أقل تقدير.وواحدة من معضلات الصحة عندنا في العراق هي موضوعة الوعي الصحي ومستواه، أننا نؤمن أن الوعي هو صيرورة متصاعدة منعكسة عن واقع مادي وأن هذه الصيرورة تأخذ فسحة من الزمن متجددة لانهاية لها.

وتعاقبت على الشعب العراقي عدة أنظمة كانت وبدافع من طبيعتها الطبقية بعيدة كل البعد عن الناس وعن حل همومهم ومشاكلهم المنوعة، تلك المشكلات التي تجلت بالجهل والأمية واللتان تداخلتا بشكل ملفت مع محدودية المعرفة الصحية والتي لاترقى أكثر من أن تعدّ بمصاف المتخلفة، وهذا يعني من الناحية العملية أن الغالبية العظمى من الشعب العراقي قد ورثت إرثاً ثقيلاً في المعتقدات والتي تصطدم بحدة مع المفاهيم والنظريات العلمية وأسس حل المعضلات الصحية، بل تشكل في أغلب الأحيان عقبة كأداء بوجه التقدم والنظرة الصحية الصائبة للأمراض والأوبئة، ليس هذا فحسب وأنما حتى بالتعامل مع أبسط مفردات العلاجات أو حتى الى حد المحاججة مع العلم ناهيك عن الأيمان المطلق بالدجل والشعوذة.

أن التطورات الأنفجارية الجارية الأن في الطب والصحة والتكنولوجيا تعد ثورة حقيقية على كل المفاهيم والعادات والمعتقدات العتيقة التي يتعامل بها الأنسان جراء محدودية مفاهيمه، والعالم يشهد تطورات مذهلة أدت وبنجاح ساحق الى حسر الأمراض والأوبئة وكسر الأواصر المَرَضية التي تفتك بالأنسان، إن هذه التطورات والتغيرات تطلبت وتتطلب تفاعل الأنسان نفسه والاّ فأن المعضلات والمشكلات تبقى قائمة كما هي.

وقد وضع علماء الطب وعلماء صحة المجتمع وعلماء البيئة يدهم على الحلقة الأرأس في سلسلة المرض والأمراض، ألاّ وهي حلقة "الوعي الصحي"، فنتيجة الدراسات والتي أستمرت عقوداً وبشكليها الرجوعي(أي تحليل واقع مضى عليه زمن) والشكل الأخر وهو الشكل الأني من المعطيات والتي توثق ثم تبدأ عملية تحليلها وفق معطيات الحاضر، ثبت بما لايقبل الشك أن الوعي الصحي هو مفتاح السيطرة على الأمراض بل حسرها وتقليصها ومن ثم السيطرة عليها، وأهم هذه الأمراض هي تلك التي تأخذ شكلاً جماعياً أو وبائياً تؤثر بشكل مباشر على المجتمع وعلى القوى التي تحرك المجتمع بما فيها القوى الأنتاجية.

أننا في العراق بحاجة ماسة جداً الى ثورة توعوية تشترك فيها كل العناوين والمسميات التي ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بحركة المجتمع وبأعمار الوطن.

ويبدو أنه  قد آن الأوان لتتحرك الجهات ذات الصلة المباشرة بصحة الناس ألاّ وهي وزارة الصحة ووزارة البيئة ولجنة الصحة والبيئة البرلمانية لتطرح مشروعاً مشتركاً متكاملاً ووفق سقوف زمنية عاجلة وآجلة الغاية والهدف منه هو رفع مستوى وعي الناس، مع الأخذ بنظر الأعتبار أن يؤخذ الموضوع على أنه مهمة وطنية تستوجب أشراك كافة القوى التي أسهمت بشكل أو بأخر في مقارعة أنظمة الفساد والطغيان ولها برامج تنموية في مجالات الحياة بما فيها برامج البيئة والصحة.

 

 

free web counter