| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الجمعة 6/4/ 2012



على المكشوف

دور الحضانة .....بين العمل والأمانة !

د. سلام يوسف

هناك نوعان من دور الحضانة، أحدهما حكومي(موجودة في مراكز بعض الوزارات وبعض المديريات العامة وبعض الدوائر الحكومية)والأخرى أهلية وهي مشروع أستثماري غالباً مايتم فتحها في المناطق السكنية(والمترفة نوعاً ما)، وهناك بعض العوائل تستأمن أطفالها لدى مربية.

وفي جميع الأحوال فأن الحضانات تسهم بشكل مباشر في مساعدة الأبوين الموظفين(على وجه الخصوص)والذين يعملون من أجل تحسين دخلهم المعاشي.

فكرة الحضانات فكرة أنسانية رائعة ترعرعت في ظل الأنظمة الديمقراطية والأشتراكية والتي أرست مفاهيم المساواة الأجتماعية والعمل والبناء وحقوق المرأة في الحياة ...الخ، وبنفس الوقت فأن مفهوم الحضانة هو مفهوم مجازي لمساعدة أو للتعويض عن (الحضن)الطبيعي أي حضن الوالدين (والأم بالذات)وهذا يعني أن دور الحضانة يجب أن يقوم مقام العائلة كمساعدة مباشرة للأبوين العاملين وهما مطمأنان على أبنائهم وبناتهم،لذا فالواجب يتطلب أن يُشرف على دور الحضانة مَن هم ممتهنون لمهنة عالية السمات الأنسانية حيث تقوم المشرفة مقام الأم لأبناء ليسوا أبنائها وهذا جوهرالمهنة من مشاعر أنسانية راقية.

ولكن الواقع في أغلب (ولانقول كل)وخصوصاً الحضانات الحكومية بعيداً عن ما مرتجى، من خلال:ـ

1.    الأبنية تفتقر الى الضوابط الصحية والبيئية.

2.    المشرفون والمشرفات مجرد أشخاص يعملون بأجور يومية أو عقود،وليست لديهم معلومات طبية أو حتى في الأسعافات الأولية.

3.    لاتوجد متابعة ورقابة مستمرة من قبل الجهات الصحية،وغالباً ما تقتصر على طلب الجهة المعنية في حالة حصول مرض ما.

4.    الأطفال يعانون من أهمال في الكثير من الأحيان وخصوصاً فيما يخص الأخراج والتبول فتبقى حفاضاتهم على أجسادهم عدة ساعات، ناهيك عن تغذيتهم ووسائل ترفيههم أغلبها لاتصلح للهو الأطفال.

لذا فالمطلوب ما يلي:ـ

أولاًـ تشكيل لجنة أختصاصية من ممثلي وزارة الصحة والبيئة ومن ممثلي الجهة أو المؤسسة المعنية ، وبالنسبة للحضانات الأهلية فيكون ممثل المجلس البلدي أحد أعضاء هذه اللجنة ، لغرض المتابعة الدورية.

ثانياً ـ شمول دور الحضانة بلا أستثناء بواجبات مراكز الرعاية الصحية الأولية كلٍ حسب الرقعة الجغرافية، من أجل الزيارة الأسبوعية (على أقل تقدير) من قبل كادر طبي وتمريضي لغرض:ـ

1.    أجراء الفحوصات الطبية ،والكشف عن بعض العاهات أو الأمراض الوراثية أو الجينيبة.

2.    معرفة الموقف التلقيحي للأطفال.

3.    أخضاع كل حضانة الى زيارات الرقابة الصحية وبشكل مستمر.

4.    العمل بنظام البطاقة الصحية لكل طفل.

ثالثاً ـ تأسيس معهد مناسب(مدة الدراسة فيه محدودة) لغرض تخريج مشرفي ومشرفات حضانة، وتدريسهم أصول الأشراف والتربية والتعليم ومحاضرات طبية وصحية ودروس بالأسعافات الأولية.

أن هؤلاء الأطفال أمانة بين يدي القائمين على دور الحضانة وأن الحفاظ على الأمانة أعظم خصال الأنسانية.

 

 

free web counter