| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

الجمعة 5/10/ 2007

 

على المكشوف

المعاقون ..ورحلة العذاب ، يجب إنصافهم !

د. سلام يوسف

أيخفى على الطيبين ما حصل للطيبين ؟! وهل يخفى على أبسط مواطن ما حصل لكل مواطن ؟! فمنّا مَن مات ومنّا مَن تعوّق ! هذه هي بأختصار شديد الصورة الأجمالية التي نتجت عن حكم الطاغية . موتى ، يتامى ، أرامل ، سائبون ، منحرفون ، مفخخون ، فقراء ، متسولون ، جياع ، مرضى و.. و.. معاقون ـ معاقون !!!!
خلّفت حروب الطاغية المهزوم كل هذه الصورة المأساوية بين أبناء بلدي وخصوصاً منهم الشباب ، ورغم سعة الشريحة المتضررة إلا إن الموضوع سيسلط الضوء على المعوقين منهم ، أي الذين أصابتهم العاهات الجسمانية بعد أن كانوا أناس أصحاء ، بشر عاديين يعملون ويشتغلون وينتجون ويعيشون هم وعوائلهم بكل أمان وأستقرار ألى أن جاء مَن خرّب عليهم حياتهم وحطم آمالهم وأحلامهم وأدخل الوطن والشعب بسلسلة من الحروب الداخلية والخارجية وكان من نتائج تلك الحروب هؤلاء الناس الذين نتحدث عنهم الأن وهم المعوقين .
العوق هو العاهة المستديمة التي تصيب جزء أو أكثر من الجسم فتعطّله ، أي توقف فعاليته الفيزيائية والبيولوجية ، وبالنتيجة سيكون ذلك الجزء المعطّل في جسد المعاق عائل على بقية أجزاء الجسم وسيعاني المعاق من حالتين ، الأولى من عجزه عن أداء أفعال معينة والثانية من أبتلائه بالجزء المعاق ، هاتين المعانتين ستؤثر بشكل مباشر وسلبي على صاحب العوق أو العاهة وفي جميع الأحوال فهو يملك نسبة معينة من العجز .
أن علماء الأجتماع وعلماء النفس والطب النفسي أضافة الى الأطباء قد ألتفتوا الى هذه الحالة المأساوية ومنذ زمن ليس بالقصير حيث ركزّوا أهتمامهم على ناحيتين كبيرتين :ـ
الأولى :ـ تصنيع آلات وأدوات تساعد الجزء المعاق من القيام ولو بجزء بسيط مما كان يقوم به قبل العوق .
الثانية :ـ أبتكار وتفعيل مشاريع التأهيل الطبي ، سواء التأهيل الفيزياوي أو النفسي أو الأجتماعي وأعادة تنشيط دورة حياة ذلك الأنسان بواسطة أعادة تأهيله مجدداً بعد ما حصل له جراء الأصابة .
و نتيجة الدراسات والبحوث والتجارب ومن خلال كل النتائج التي حصودها بعد سلسلة طويلة من المراقبة تبين لهؤلاء العلماء بأن النتائج كبيرة ومذهلة بل لم تكن متوقعة حيث أعيد تأهيل الكثير جداً منهم و بمختلف مستويات وأنواع التأهيل ، وتم أعادة زجّهم في الحياة العملية مجدداً بعد أن حُرموا منها .
و تبين للأطباء بشكل عام أن الطرف الذي يُصاب يحتاج دوماً الى العلاج الطبيعي والى أعادة تأهيله ثانية الى وظيفته قدر المستطاع ، حيث لايمكن أن يكتسب ذلك الطرف درجة من الشفاء دون اللجوء الى برنامج أعادة التأهيل . وأن أعادة التأهيل هو درجات متباينة ومتفاوتة وأساليب منوّعة وحسب الحالة ، ولابأس أن نذكر بعض أنواع هذا العلم الواسع الكبير :ـ
1. أستخدام الأجهزة والمستلزمات الميكانيكية والكهربائية والتي تعين المعاق ، مثل الكراسي المتحركة ، آلات ساندة وغيرها ، وبذلك يمكن للذي يعاني من عوق أن يستعيد بعض قوته أو بعض وظائف العضو المعاق من خلال التمرين المستمر ومن خلال الأصرار على أعادة الحياة للجزء المصاب .
2. أستخدام أطراف أصطناعية كأن تكون أطراف سفلى أو عليا ، مع العلم أن علوم تكنولوجيا هذه الأطراف قد أخذت بعداً متقدماً في البلدان المتطورة عن طريق زرع الأجهزة الألكترونية المتطورة والدقيقة في جسد المعاق لمساعدته في أعادة أستخدام ذلك الطرف حتى ولو بأمكاناته المحدودة .
3. أجهزة ومعدات ألكترونية متطورة لمواقع حساسة في الجسم مثل المعينات السمعية وزرع القوقعة .
4. محاولة أختراع أجهزة ألكترونية معقدة جداً لمساعدة فاقدي البصر للتحسس بالأشياء لرؤيتها حسياً ، وقد نجح العلماء في تصنيع بعض هذه الأجهزة ، إلاّ أنها في طور التجربة لتخفيض سعر أنتاجها فهي باهضة الثمن .
هذا بعض من فيض حيث أن العلم في سباق مع الزمن من أجل تقديم أفضل الخدمات للناس .
وقبل كل هذا فقد أنشأت المستشفيات والمعاهد والمراكز المتخصصة من أجل دراسة الوضع الصحي لهؤلاء المعاقين ومعالجتهم وتقديم المساعدات لهم وتسهيل حياتهم بما يتناسب مع الوضع الذاتي لكل منهم
أن المهمة مشتركة بين الطب والتكنولوجيا وبين المجتمع ، لذا فأن العديد من منظمات المجتمع المدني قد أخذت على عاتقها مسؤولية الأهتمام بهؤلاء المعوقين .
كما أسلفنا فقد ترك النظام البائد آلاف المعوقين من أبناء بلدنا ، وهم أخوتنا ، أبنائنا ، أصدقائنا جراء سياساته اللاأنسانية ، ونرى أنه حق لهم وواجب على المسؤولين أن يقدموا لهم الدعم والعون حيث أن الأهتمام بهم وبأحوالهم وبأوضاعهم عمل وطني أنساني شرعي تقره كل قوى الشعب المناهضة للظلم والدكتاتورية والمناوئة للحروب التواقة للسلام والمحبة والتآخي ، ولأجل أنصاف هؤلاء الطيبين ندرج في أدناه الأجراءات الواجب أتخاذها وعلى عجل :ـ
1. تشكيل لجنة عليا ( طبيةـ فنية ) ترتبط مباشرة بأعلى هيئة أو سلطة بالبلد تأخذ هذه اللجنة على عاتقها أحصاء وتسجيل كافة المعوقين في البلد مع تصنيف وتبويب نوع ودرجة العوق .
2. الأهتمام العاجل بالمعاق صحياً وطبياً وأجتماعياً ، وذلك من خلال تشكيل لجان أستشارية طبية من خبراء الطب والتكنولوجيا الطبية والأجتماع لدراسة الحالة بالتفصيل والتدقيق .
3. أنشاء المزيد من المستشفيات والمعاهد والمراكز المتخصصة وفق أحدث المقاييس الطبية والتكنولوجية العالمية وتوزيعها على كل محافظات البلاد مع تأمين توفير أحدث المعدات والمستلزمات الطبية والتكنولوجية ، الثابتة والمتحركة ، وكذلك توفير الشخصية منها بالأعداد الكافية .
4. أستقدام المراكز الطبية العالمية المتطورة الى الوطن من أجل مساعدتنا في أعادة تأهيل العراقيين الذين كانوا ضحايا المرض أو ضحايا الحروب أو الأرهاب .
5. أنشاء المدارس التي تتعامل مع العديد من هؤلاء المعوقين والذين يرغبون أو تشجيعهم على مواصلة دراستهم وتعليمهم .
6. أنشاء المصانع والمراكز الأنتاجية الخاصة والتي تتعامل مع الطبيعة العوقية لهؤلاء المعوقين ، للأستفادة من طاقاتهم الذهنية والعضلية وفق المقاييس المحددة .
7. أيجاد فرص عمل للعديد من المعوقين بما يتناسب وطبيعة العوق .
8. تفعيل دور جمعيات المعوقين الموجودة ، وكذلك تثقيف المجتمع بضرورة معاونة ومساعدة هؤلاء المعوقين .
9. تقديم التسهيلات اللازمة للمعوقين وفي كافة المجالات سواء الأدارية أو الفنية أو الأجتماعية .
10. تخصيص رواتب تكافلية من قبل الحكومة الى المعوقين لأعانتهم في تحمل أعباء العوق وأعباء الحياة .

 

Counters