| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

 

الخميس 5/7/ 2007

 

 

على المكشوف


عجيب أمور غريب قضية


د . سلام يوسف

قالها فناننا الكبير الراحل (جعفر السعدي) وقد أشتهرت هذه المقولة على لسانه في ثمانينات القرن الماضي وهي ذات مدلولات حيوية،وحقيقة كلمّا نصادف أمور وقضايا عجيبة غريبة فلابد أن تطرق أبواب الذاكرة مجدداً مقولة الفنان الراحل ونقولها وبصوتٍ عال : عجيب أمور غريب قضية.
القاصي والداني،الكبير والصغير،المريض والصاح يعرف ويعلم ومتأكد من أن الأسواق العراقية غزتها بضاعة التجارة الطفيلية وحملت إلينا شتى أنواع المواد،من إنشائية وأدوات إحتياطية ومواد إستهلاكية من شتى الأصناف والأنواع (وليس بغريب أن يستوردوا أردأ الأنواع والأصناف)،ولم تسلم من جشع أصحاب الأموال حتى تلك المواد التي تدخل في صميم حياة الإنسان وهي المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية والعلاجية. ولمّا كان غالبية تجار الأدوية (تحديداً) ليسوا من المختصين بمجال الطب والصيدلة،لذا نراهم يوظفون رؤوس أموالهم لأجل الربح فقط وليس لشئ أخر وبحالة أشبه ما تكون بالمراهنات،ولكنهم هنا يراهنون بأموالهم على حساب حياة المواطن العراقي غير مكترثين إلاّ بأموالهم والربح الذي سيجنونه من وراء هكذا تجارة منفلتة.
والغريب إن قسماً منهم يستبدل تجارته وحسب الموسم،مثلاً من تجارة المبردات قبل بدأ فصل الصيف الى مذخر لبيع الأدوية والمستلزمات الطبية في فصل الربيع،وهكذا. إن العديد من مذاخر الأدوية الموجودة الأن في بغداد والمحافظات لايديرها مختصون بالطب والصيدلة،بل الطامّة حينما تجد هذه المذاخر غير مرخصّة،والأنكى من ذلك فإن غالبية هؤلاء التجار لديهم علاقات أخطبوطية متشعبة تجلب لهم أخبار الحملات التي تنوي الجهات المعنية شنها على مذاخرهم أو صيدلياتهم فيتخذون كافة الإجراءات الإحترازية من تهريب الأدوية الفاسدة والتالفة،أو تلك التي تحمل الماركات الرديئة أو إخفاء الممنوع منها كما وتشمل هذه الإجراءات الإحترازية إستقدام ذي إختصاص ومنحه مرتب لقاء بقائه في هذا المذخر أو تلك الصيدلية لفترة زمنية محددة تنتهي بإنتهاء (فورة) التفتيش !!.
ولكن من عجائب الأمور وغرائب القضايا أن تأتي أخبار الحملات (المزمع) شنها على المذاخر الأهلية من (مصدر مسؤول) في وزارة الصحة،فقد أعلنت وزارة الصحة وعلى لسان مصدرها (المسؤول) لراديو دجلة [إنها تعتزم تنفيذ حملة على الصيدليات والمذاخر الأهلية للأدوية خلال هذا الشهر (وكان التصريح في أيلول) بهدف مصادرة أي مضاد حياتي لم يستورد بصورة قانونية وبشكل لايحدث شحة في الدواء.] وأرجو ملاحظة التصريح إنه يمتاز بالأتي :ـ 1. إن الحملة تشمل المضاد الحياتي فقط، هاملاً مئات بل ألوف المواد الأخرى2. وبشكل لايحدث شحة في الدواء ! فهل المقصود (عين وخد !).
إننا نوجه عناية المصدر المسؤول الى إن المواطن لا يعاني من رداءة نوعية بعض الأدوية التي يستوردها القطاع الخاص أو التجار فقط ولكن من إرتفاع أسعارها أيضاً الى حد الإبتزاز.
وبهذه المناسبة فإننا نكرر ما ذكرناه سابقاً حول أهمية محاربة (البسطيات) الدوائية والتي تعّد ظاهرة خطيرة جداً على صحة المواطن وبحملات مستمرة وليس لفترة محددة وتهدأ بعدها.
وإذا كان (إفتراضاً) للمذاخر الأهلية بعض المخارج،لكن لانجد أي تفسير لظاهرة ( البسطيات التي تبيع الأدوية ) عدا تلاعب إضافي بحياة المواطن العراقي يٌضاف الى الأرهاب المنظم وغير المنظم.
نتمنى على وزارة الصحة ومؤسساتها التفتيشية وعلى الجهات الساندة في وزارات أخرى أن تبذل قصارى جهدها في سد هذه الثغرات التي تنسل من خلالها آفات تهدد حياة المواطن،كي لانعيد مقولة فناننا الراحل:
غريب أمور عجيب قضية.