| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                  الأحد  5 / 1 / 2014



على المكشوف

نعم يا معالي الوزير
أنها وزارة عرجاء..!!

د. سلام يوسف

كتب معالي وزير الصحة الدكتور مجيد حمد أمين في المقال الافتتاحي لجريدة "الصحة الأسبوعية" في عددها السادس/ تشرين ثان 2013، والتي تصدر عن قسم الأعلام في وزارة الصحة، ما يلي :
"أن هذا التوجه(ويقصد توجه المحاصصة) ،قد أفرز حكومة عرجاء ومنها وزارة صحة عرجاء تسير بقدم واحدة همشت فيها الكفاءات والأختصصات".

نعم أنه كلام دقيق يأتي من موقع المسؤولية في تشخيص أس تدهور الأداء وبؤسه، فتواجد الأطباء في العُقد الإدارية ما هي الاّ لعبة وظيفية أوجدتها الأنظمة السابقة بسبب نقص المعرفة الإدارية وعدم التوسع المطلوب في مفاهيم الإدارة ،لذا منحوا الدرجات الوظيفية ـ المكملة ـ في وزارة الصحة ،مثلاً، للأطباء وكذا الحال بالنسبة للوزارات الخدمية الأخرى ،وقد عزز هذا التوجه الخطير اللا علمي واللا مسؤول ،نظام صدام المقبور حينما حاصص الوظائف بناءً على الانتماء الحزبي والولاء للنظام والقائد! بعيداً عن الانتماء لمبادئ خدمة الشعب والولاء للوطن.

واليوم تتجلى صور المحاصصة بعد تشعبها في أبشع الصور وهي عديدة ،وجميعاً يمكن أجمالها بجملةٍ واحدة ،وكما قال د. مجيد :"هل نحن نطبق المقولة المأثورة :الرجل المناسب في المكان المناسب؟".

نادراً ما نجد الشخص المناسب في المكان المناسب، لأن الشخص غير المناسب هو تحاصصي، وبالتالي فأنه سيدير عملاً لا يفقه به ، والمحصلة النهائية ،سوء الإدارة وتراجع الخدمات ،وقلوب لا تحترق على الوطن والمواطن ـ كما يقولون ـ.

ويتساءل المقال الافتتاحي: "ما علاقة الأطباء بإدارة ملفات مالية وقانونية وشراء واستئجار وتعاقد وأستئثمار؟".

عين الصواب، فما علاقتهم بأمور لها علم أخر غير علوم الطب، لذا نحن ميالون الى حل هذه الأشكالية بأن تركن تلك المواقع الإدارية الى أداريين متخصصين وبإمكانهم الأستأناس برأي هيأة الأطباء الاستشاريين في بعض المواقع ،على أن لا تكون هذه الهيأة وحدة مستقلة وإنما من ضمن العمل الوظيفي للطبيب المستشار.

وهنا علينا أن نذكّر، فقد دأبت كلية الإدارة على تخريج أطباء درسوا "علم أدارة المستشفيات" كعلم إضافي لعلوم الطب التي درسوها، وتخرجوا في كليات الطب بها ، وهو أجراء ناجع لحدٍ ما ،ولكن هل يتم الاستفادة من خريجي ذلك الفرع الى الحدود المتوسطة أو القصوى ،أنا أؤكد أن الكثير من خريجي هذا الفرع لا يعملون في مجال اختصاصهم وهو أدارة مستشفى وإنما تم تعيينهم في مواقع أخرى لا علاقة لها بتخصصهم.

يا معالي الوزير ،ها أنت وقد وضعت يدك على أس البلاء ،والبلاد فيها العديد من "الرجال المناسبين" كما تتمنى ويتمنى الحريصون الأخرون ،لذا نتسائل ،أما آن الأوان لتنفيذ ما يجول بخاطر الوطنيين والمتحمسين لخدمة البلد ،أنا أقول ،لتكن وزارة الصحة السباقة في هذا المضمار ،للمضي بمشوار السياسة الصحية الصحيحة والسليمة ،فالتحديات الصحية التي تواجه البلد كبيرة جداً وصعبة ،وهي معركة ضد المرض وضد الأضرار البيئية ،ولابد لها من فرسان ناكري الذات، يمتلكون "مواصفات القيادة" كما جاء في مقالك الافتتاحي القيّم.

 

free web counter