كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الأثنين 4/4/ 2011

على المكشوف باطل... المرض باطل د. سلام يوسف   لم تهتف الجماهير المتظاهرة في ساحة التحرير ببغداد والساحات الأخرى في عموم البلاد في أيام الجُمع من أجل اسقاط النظام وأنما من أجل أصلاح النظام الذي هرأه الفساد بل أن المفسدين الذين تطالب الجماهير بأزاحتهم ومحاسبتهم قد أعطوا دروساً بالفساد لايوجد مثيل لها في تأريخ الدول والحكومات. وقد طال أنتظار الشعب ثمان سنوات ليلمس نتائج كفاحه ونضاله ضد الدكتاتورية حتى ينعم بخدمات جيدة وتقدم في كل مناحي الحياة ليشعر ويحس بالفارق بين عهدين، ومن جملة مطاليب الناس تقديم خدمات صحية وطبية ترتقي الى أن يفتخر الأنسان كونه يعيش عصر التطور والتكنولوجيا ويشعر بالزهو حينما يقول أنه من بلد النفط، بلد الخيرات التي لاتنضب.ولكن المشهد الحالي واقعه بالأتجاه المعاكس حيث الأمراض متوطنة ، أمراض منتشرة ، سوء خدمات صحية ، خصخصة ، غلاء فاحش بأسعار المستلزمات والمعدات الطبية ،صعود هائل بأجور الكشف، وبأجور المستشفيات، أسعار مخيفة للأدوية والعلاجات ، أهمال المريض في المستشفيات الحكومية، واقع بيئي مأساوي أنقلب على الناس بشتى أنواع الأمراض ,وخصوصاً الأمراض التنفسية والجلدية، سوء تغذية وفقر دم مستشرٍ بين الأطفال ،عدد أسرّة المستشفيات محدود ،مستشفيات تخصصية تعد على عدد أصابع اليد ،المرضى ينتظرون بالأشهر ليصل دورهم للفحوصات التشخيصية ، صيدليات الأرصفة ، مذاخر غير مرخصة ، فتح عيادات الشعوذة والدجل ، نقص اللقاحات ،محدودية أجراء عمليات جراحية في المستشفيات الحكومية، نقص شديد بأدوية الأمراض السرطانية والمزمنة ، ناهيك عن الفساد الذي مدّ ويمد أذرعه بكل الأتجاهات وفي كل المفاصل الأدارية والفنية لوزارة الصحة نفسها. وازاء كل هذا المشهد المأساوي فأن التأثير السيئ للواقع الصحي المتخلف في البلاد أثّر وبكل تأكيد على الطاقة الأنتاجية الكامنة لدى الشعب وبالتالي فهو تعطيل مبرمج لمناحي الحياة المتعددة، أما يحق للمتظاهرين أن يهتفوا: المرض باطل، نعم أنه باطل مادام كونه عدو الأنسان الأول والسبب الرئيسي في هدر الطاقات والأمكانيات، بل انه الصورة الحقيقية للتخلف الذي يعيشه البلد، ولنهتف جميعاً : باطل ... المرض باطل .