| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الثلاثاء 4/9/ 2012



على المكشوف

شعبة الطوارئ..... تستغيث !

د. سلام يوسف

لا أريد التحدث عن أهمية شعبة أو قسم الطوارئ في أنقاذ أرواح الناس فهذه من بديهات العصر السابق والحالي. ولكن ما تعانيه ردهات طوارئ في مستشفياتنا فهو لأمر مذهل حقاً ونحن نشهد تطورات التكنولوجيا الطبية العالمية.

· لا أريد أن أسرد قصص المآسي التي يمر بها المريض وأهله وكذلك ما يعانيه العاملون في هذه الشعبة سواء من الكادر الطبي أو الصحي أوالخدمي ...الخ.
· ولا أتحدث عن شعبة الطوارئ وردهات الطوارئ التي تعيش الفوضى من قلة الأسرّة ومن العجز في عدد العاملين وهو السبب الرئيسي في الأرباك الذي يحصل.
· ولا  أتحدث عن الأجهزة قليلة.
· ولا أتحدث عن العاملين في شعب الطوارئ وردهاتها الذين يحتاجون التدريب الحديث والمتواصل بعلم الطوارئ.
· ولا أتحدث عن المصاب أو المريض وهو بحاجة الى عناية خاصة ،أهتمام من نوع أخر(لايشبه بأي حال من الأحوال العناية والأهتمام الذي نقدمه للحالات الباردة).
· ولا أتحدث عن أفراد الشرطة الأتحادية الذين يدخلون الردهات كيفما يشاؤن دون حسيب أو رقيب ،بل تركوا مهمة وواجب التفتيش والحفاظ على أرواح الناس الى أمور ليست لهم علاقة بها.
· ولا أتحدث عن الكثير جداً من المرضى الذين يعانون من حالات الربو والحساسية التنفسية أو قصور القلب ـ التنفسي زادت معاناتهم لأن موظفي الخدمة يستخدمون معقمات لمسح أرضية الشعبة والردهات بمواد مخرشة، مخدشة، محسسة للجهاز التنفسي.
· ولا أتحدث عن الأوكسجين المدفوع عبر قناني التنفس وحينما ينتهي، فأن وقتاً ما لايقل عن عشرة أو ربع ساعة يمر لحين أستبدال المصدر الممول للأوكسجين ،وهو وقت طويل جداً للمريض الذي يختنق!
· ولا أتحدث عن النظام المعمول به في داخل شعبة الطوارئ وفيه معرقلات منها أستقطاع(باص)المراجعة لغرض كتابة الأدوية أو المواد التي يحتاجها المصاب لغرض أسعافه، ولنتخيل كيف تكون الحالة أزاء العدد الهائل من المراجعين.
· ولا أتحدث عن وزارة الصحة المقصرة من ناحية نشر مراكز خاصة بالطوارئ وأعتمادها فقط على المستشفيات المعدودة.

لكن الأمر الهائل والذي يحز بالنَفْس بل يجعلك تشعر بالأسف والألم على ما آل أليه أبناء بلدنا والذي أريد أن أتحدث عنه هو(المحنة) التي تعيشها شعب وأقسام الطوارئ وردهاتها حينما يكون خريجو كليات الطب (متخرجون حديثاً)لوحدهم بين الأمواج المتلاطمة من الحالات المرضية والتي تشمل كل أجهزة الجسم، فأليكم أن تتخيلوا ماذا سيفعل طبيب حديث التخرج(وهو لازال تحت التدريب)أزاء حالات تستوجب الخبرة والكفاءة؟ كيف سيكون واثقاً من قراره بأخراج هذا المريض أو ذاك المصاب الى البيت؟ من الذي يتحمل هذه المسؤولية الخطيرة؟ خصوصاً أن الكثير من الأزمات (منها القلبية أو الدماغية أو التنفسية) تبدأ بصورة لتنتهي بصورة مَرَضية مغايرة، ماهي خبرة هذا الطبيب المسكين بالعلاجات المنقذة للحياة وتداخلاتها الدوائية وتأثيراتها الجانبية؟

المطلوب حث الخطى نحو الأهتمام الجاد بأيجاد وتوفير أطباء يحملون تخصص (الطوارئ) كما هو معمول به في الكثير من دول العالم ،لأنه أصبح ضرورة قصوى في التعامل مع حالات أنقاذ الحياة.
بقي أن نقول أن السيطرات المنصوبة في الشوارع (وخصوصاً) أيام العيد "ساهمت" بتأخر وصول المريض الى صالات الأنقاذ، أضافة الى العقدة الثانية الأهم وهي وعي المواطنين وأهمية أفساح المجال أمام ذوي الشأن أن يأدوا أعمالهم.
 
 
 
 

free web counter