| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

الأربعاء 31/10/ 2007

 

على المكشوف

تريد الأصلية ...لو شغل طكّة إعطيّة!!

د. سلام يوسف

تقليعة جديدة تدل على المنحدرات البائسة التي تنحدر إليها عناوين مهمة وأركان أساسية في المجتمع ومنها مهنة الصيدلة والتي شخصناها منذ زمن بعيد ، فهي تعاني حالة المسخ المهني جراء سياسة النظام البائد(سابقاً) و جراء سياسة التمييز الطائفي والمحاصصة(لاحقاً)، إذن فهي كانت وأستمرت على حال أبعد ما تكون في الكثير من المفاصل عن الملموس الأنساني المفترض أن تكون فيه ، فقد ألفتنا الأنتباه الى كون الزملاء الصيادلة يساهمون بشكل مباشر في ترويج الثقافة الصحية الخاطئة من خلال بيعهم المباشر للأدوية الى المرضى أو المتمارضين ، فالمريض أما يستثقل الذهاب الى الطبيب لغرض التشخيص ووصف العلاج اللازم وهذا الأستثقال طبعاً سببه مادي، أضافة الى السبب الذي لعبه الأطباء (وللأسف الشديد) دوراً مهماً جداً في حصوله منها الكشفيات المرتفعة والأتفاقيات الجانبية مع المختبرات وعيادات الأشعة والسونار ...الخ وأصبح مرضانا يختصرون حلقة مهمة في عملية الكشف والتشخيص وبالتالي تناول العلاج، من خلال عدم مرورهم بالطبيب، كما يحصل ذلك مع تقليعة السونار، حيث يذهب المواطنون الى عيادات السونار مباشرة دون الذهاب الى الطبيب والذي هو صاحب القرار في أحتياج حالة المريض للسونار وغيرها من الوسائل التي تساعد على التشخيص من عدمه ، أما المتمارضون فهم المدمنون على الحبوب المهدأة والمخدرة فيدعون المرض أو أي حالة تفيدها حبوب الفاليوم أو شربات السعال التي يدخل في تركيبها الكودائين ..الخ وأيضاً وللأسف الشديد فأن عدد ليس بقليل من زملائنا الصيادلة يصرفون لهم ما يشاؤون ! واليوم وكما قلنا وبعد أن وصل أنفصام العرى المهنية بين الأطباء والصيادلة والممرضين وغيرهم ممن له دور في الصحة الى هذا المستوى من التدني فقد أحال عدد لابأس به من الصيادلة صيدلياتهم الى مخازن تجارية بل يتعاملون تجارياً مع المرض والدواء ، وهذا لعمري مؤشر خطير على تداعيات النظام الصحي في وطننا. ونعود الى موضوع مقالنا ، حيث بدأ بعض الصيادلة بالتفنن بجني الأرباح ويخيّرون المريض بين نوعية الدواء الأصلية وبين تلك التي لاتحمل ماركة عالمية أو عالية الجودة ، بمعنى هناك دواء جيد وأخر غير جيد ، هناك دواء صناعته أصلية(على البلاد) وأخر صناعته رديئة ، وبالتأكيد فأن أي مواطن حينما يخيرونه بين النوعيتين فانه سيختار النوعية الأفضل مادام الموضوع متعلق بحياته أو حياة مريضة ولكنه سيصطدم بالسعر، فالنوعية الجيدة أسعارها مرتفعة جداً وبالنتيجة فالمريض سيبتلى بالمرض وبالمبالغ الضخمة التي سيدفعها. والأمر المضحك المؤلم هنا إن الصيدلاني والذي أقسم اليمين على أن يكون أميناً مع المرضى فهو فعلاً هنا أمين حينما يخبر الزبون ويقول له : ( تريد النوعية ألأصلية لو النوعية مال طكة إعطية) !! تصوروا الى أي مستوى يصل التمايز الطبقي؟ حتى الى مستوى الأمراض التي لاتفرق بين بني البشر .
 

 

Counters