| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

الأثنين 31/3/ 2008

 

على المكشوف

مؤتمر علمي عراقي ..ولكن !!

د. سلام يوسف

كل عراقي ينبغي عليه أن يحب الخير والتقدم للعراق والعراقيين وأن يشعر بالزهو والشموخ حينما تطرق أسماعه أخبار مؤتمر سياسي هنا وندوة علمية هناك،ورشة عمل بهذه المحافظة ودورة تطويرية بتلك ..الخ وكلها في المطاف الأخير تصب في مصلحة أبناء أرض الرافدين.
بعد زوال النظام الصدامي المقيت واجه العراق أرضاً وشعباً تحديات من نوع أخر لم يسبق أن واجهها أي شعب ولا أي بلد، فهي مواجهات لأثبات الهوية التي يريد البعض أن يصادرها بعد أن أنتزعناها عبر سفر حافل وصراعٍ من أجل البقاء،مع الزمن والتأريخ وقواه المتجبرة المتسلطة،كما يواجه شعبنا الأن محاولات أقتلاع الجذور ومحو التأريخ و ضغوط بأتجاه نسيان المواطنة والوطن أو الأنشغال عنهما،وكلها محاولات سوف لن يكتب لها النجاح أبداً.
إن العديد من القوى تحاول أن تضع الأعواد في عجلة التقدم وهي تغذي كل أساليب النيل من أستقرار العراق أرضاً وشعباً،بل الغريب في الأمر إن مكونات سياسية أو نقابية وغيرها تساهم(من حيث تدري أو لاتدري) في هذه المخططات الرامية الى أسقاط التجربة الديموقراطية في عراق مابعد الدكتاتورية.
ومن تلك المكونات نقابة الأطباء العراقية التي قررت في أجتماع سابق لها أن تعقد مؤتمرها العلمي الثامن والثلاثين للفترة من 5/نيسان/2008 ولغاية 8/نيسان/2008 ولكن ليس على أرض بغداد! ولا على أرض كوردستان! ولا على أية أرض أخرى داخل العراق فمجلس النقابة لم يفكر بأي بديل أخر داخل الوطن!
سيعقد المؤتمر في حلب ودمشق وستحضره شخصيات علمية وطبية مرموقة وسيسجل كنشاط للنقابة لكنه في واقع الأمر لن يكون دعماً للمسيرة العلمية والصحية في العراق،ستقول النقابة أنها حققت مؤتمراً علمياً ولكن بنفس الوقت ستلوك الألسن إن النقابة هربت بكوادرها الى أرض الجوار!
الأرض تنسى وترحم فهي الأم،ولكن التأريخ لاينسى ولايرحم.
مئات الأطباء في داخل الوطن أحتجوا على هذا القرار،والكثير أعتصموا في دوائرهم فلا توجد أية حجة مقنعة لأقامة مثل هذا المؤتمر خارج حدود الوطن الجريح، وبدلاً من أن تعمل النقابة على مداواة جراح الوطن وتخفف آهات الآلام فأنها تكون سبباً في مضاعفتها.
مهما كانت التبريرات بخصوص الوضع الأمني سيبقى أقناع الشعب بشكل عام وأطباء الداخل بشكل خاص أمر محال أزاء هكذا مواقف بعيدة عن صراع العراقيين من أجل البقاء، وأزاء تبريرات تضعف الموقف العراقي وهو يتفاوض الأن على أمور تهم سيادة الوطن والشعب والأطباء جزء منه.
فأية رسالة بائسة ترسلها النقابة الى العالم والى الأطباء العراقيين المغتربين بالذات؟وأي موقف مهزوز هذا الذي يعكسه مجلس النقابة أزاء التطور الأمني الذي تشهده البلاد؟هل تكرس النقابة أمنيات أعداء الشعب والوطن المريضة بالتشفي لأنه لم يعد كما يبتغون؟ كيف(يناضل)مجلس النقابة من أجل أقناع الأطباء المهاجرين لغرض العودة لخدمة الشعب المظلوم؟وما الأساليب التي يتبعها هذا المجلس من أجل معالجة الواقع الصحي المتردي في البلاد؟
كان بالأمكان تأجيل المؤتمر.
الأسئلة كثيرة حول الجهات الممولة للمؤتمر،الجهة الراعية له،توقيت المؤتمر،حجم المصروفات التي ستسطّر في قوائم حسابات المؤتمر؟
ندعو مجلس النقابة الى أعادة النظر بقرارها وإلاّ فأن التأريخ لايرحم!!


 

Counters