| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأثنين 30/5/ 2011



على المكشوف

100 يوم
مرّت على القطاع الصحي ... ولكن !

د. سلام يوسف

يعاني القطاع الصحي كما يعلم القاصي والداني من مشاكل جمّة ممتدة على مساحة زمانية طويلة عبر عهود عديدة وكان أخطرها حينما شوهه النظام البائد وصيره الى ما يمكن أن نطلق عليه "عسكرة الصحة" خصوصاً في المستشفيات،وأستمر تدني واقع الخدمات الى أن ورث القطاع الصحي واقعاً مأساوياً زاد في سوئه الظروف التي عكستها المحاصصة الطائفية والقومية بعيداً عن الأستفادة من الخبرات التكنوقراطية.

وبكل تأكيد فأن مهلة الـ 100 يوم من أجل الأصلاح والشروع بالبناء تشمل القطاع الصحي أيضاً وخصوصاً المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية، ولكن ماذا حصل خلال هذه الفترة ؟ لم يحصل أي تغير نوعي مفيد فلا أجهزة حديثة تم أستيرادها وتشغيلها ولم يدق الحجر الأساس لبناء أي مستشفى تخصصي أو عام جديد، ولم يتم أنشاء مركز رعاية صحية حديث ولم تجرِ محاربة ظاهرة أستحلاب (جيوب) الناس ولم تسعّر الأدوية ولم يتم القضاء على صيدليات الأرصفة ولم تغلق المذاخر غير المرخصة ولا الصيدليات التي يديرها غير المختصين ولم يقطع دابر سماسرة المرضى والأمراض، ناهيك عن عدم توفير اللقاحات لأمراض متوطنة وخطيرة أضافة الى تعطل دور الرقابة الصحية شبه التام.

ما حصل ، هو الأستمرار بـتنفيذ (مقاولات) تغليف المستشفيات دون الأهتمام المماثل بالأرتقاء بواقع الأداء،أضافة الى (مقاولات) الترميم فيها وفي المراكز الصحية وجميع هذه النشاطات مصابة بمرض الفساد اللعين.

الواقع الذي تعيشه المؤسسات الصحية العراقية رغم محاولات تحسين الصورة في بعضها لايمكن تغييره مادام هناك أفتقار بل غياب قاعدة البيانات التي على أساسها يمكن وضع الخطط القريبة والبعيدة المدى ناهيك عن غياب تحصين وأبعاد هذه المؤسسات عن المحاصصة وتوجيهها توجيهاً وطنياً وعلمياً بحتاً.

أن الواقع المر يعكس نمو وأنتشار شبكة الفساد الأداري والمالي في أغلب مؤسسات الدولة بما فيها الصحية والتي يعبث بها أيضاً سوء الأداء وقلة الخدمات وبطء الأجراءات التشخيصية وعجز الأجهزة والأدوات عن الأيفاء بحق الأعداد المتزايدة من المرضى الناتج مع التوسع السكاني مما يدفع المرضى للهروب الى القطاع الخاص.

أن الأمل يحدونا في وزارة الصحة (وخصوصاً بعد أن تسنم رأس هرمها شخصية جديرة) أن تسير وفق ما تقتضية مصلحة الشعب والعمل على رسم الخطط العاجلة والآجلة القابلة للتطبيق ووفق اسلوب التقييم الأنجازي من أجل أعادة ثقة المواطن وأعادة الهيبة العلمية العراقية الى مكانتها التي تستحق.
 

free web counter