| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

الأحد 30/12/ 2007

 

على المكشوف

التبرع بالدم عمل أنساني يعود عليك بالصحة والعافية

د. سلام يوسف

العلوم تتطور ، ويعد علم الدم من العلوم التي تحققت فيها نتائج مذهلة بسبب التطور الذي تحقق فيها وعلى مدى عقود ، فمن أكتشاف أصناف الدم وأصناف الأصناف ، الى العامل Rh الى مكونات الدم ومن ثم الى تأثير الأدوية والعقاقير على الدم ومن ثم تأثير ذلك على أنسجة الجسم المختلفة بأعتبار أن الدم يدخل في كل مكان بلا أستثناء، وأنتهاءً بأهمية الدم لبقاء الحياة وأستمرارها ، ثم وينكّب العلماء في عصرنا الحاضر على أجراء البحوث والتجارب من أجل أنتاج الدم الأصطناعي .
فقد أكتشف العلماء أن الدم يدور في داخل جسم الأنسان على مدار الساعة ، ويقوم بفعله الحيوي المهم الا وهو تنقية خلايا وأنسجة وأجزاء الجسم من المواد الضارة به ومن أهم تلك المواد ثنائي أوكسيد الكاربون الناتج عن عملية تحرير الطاقة للجسم وذلك من خلال عملية التبادل الغازي التي تحدث في الرئتين . هذا أضافة الى تراكم الكم الهائل من المواد الضارة الأخرى والمتسببة في الكثير من الأمراض ، زد الى ذلك فأن زيادة لزوجة الدم ( وهذا ما يحصل لدى المدخنين ) تعد واحدة من أسباب حصول الجلطات الدماغية والقلبية ، وأخيراً فأن الخلايا الحمراء ( وهي من مركبات الدم ) تعيش بحدود 120 يوماً ومن ثم تموت وتذهب الى مقبرتها في الطحال .
أن الفعاليات الحيوية التي لاتعد ولاتحصى والتي تجري كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة بل وفي كل ثانية في داخل الجسم ، تجعل من الدم ومكوناته في حالة أرهاق مما يستوجب التجديد والتجدد ، أي بمعنى أن أنسجة وخلايا الجسم بحاجة الى دم متجدد كي يتماشى مع متطلبات الأفعال الحيوية .
لذا ينصح الأطباء دوماً بأهمية التبرع بالدم كوسيلة تعمل على تجديد الدماء في أجساد الناس وتعمل على ضخ الخلايا الحمراء الجديدة الى الدم وكذلك على تجديد كل مكوناته الأخرى وبالتالي ستكون تلك الخلايا والمكونات الأخرى من النشاط بحيث تتصرف كل خلايا وأنسجة الجسم بالحيوية المطلوبة وتعكس حالة من الصحة المستقرة أن قنينة الدم ( وهي بالحقيقة ما تعادل 450 سي سي ) ـ والمواطنون يطلقون تسمية بطل على هذه القنينة ـ فيتم تعويضها خلال 24 ساعة . أما الذين يعانون من أرتفاع نسبة اللزوجة في دمائهم فأحياناً يكون أعطاء / التبرع ( بطل دم ) وسيلة من وسائل العلاج كأن تكون لتخيف حالة الصداع أو لتخفيض الضغط المرتفع ، ولكن ستعود اللزوجة الى الأرتفاع فيما لو لم يتحاشى المريض أسبابها .
هذا من الجانب الصحي ، أما من الجانب الأنساني والذي يتداخل في أغلب الأحيان مع الجانب الصحي فقد أكتشف علماء الطب أن أعطاء الدم لبعض المرضى يكون العامل الحاسم في أنقاذ حياتهم ، ومن المرضى الذين يحتاجون الى الدم هم :ـ
1) الجرحى والذين يفقدون الكثير من دمائهم ،
2) المرضى الذين يدخلون صالات العمليات وتحتاج عملياتهم الى التعويض عن الدم الذين ربما يفقدوه أنقاذاً لهم ، 3) المصابين بالنزوفات الوراثية ،
4) المصابين بفقر الدم الحاد والمزمن .
وأننا في العراق فأضافة الى الحالات المرضية التي تحتاج الى الدماء ، وكذلك أضافة الى الذين تجرى لهم العمليات ( أنفة الذكر ) ، فقد أبتلينا بوضع أمني غير مستقر تكثر فيه العمليات الأجرامية البشعة والتي تستهدف أرواح الأبرياء من مدنيين وعسكريين ، وجراء هذه الأعمال الأرهابية فيتعرض الكثير من المواطنين الى الأصابات والتي تحتاج الى التداخل الجراحي السريع ، ولا ليت الأمر يقتصر على حالة أو حالتين ولكن كما يعرف المواطن الكريم فأن الأصابات عديدة والعمليات الجراحية تجري على قدم وساق وفي مختلف المستشفيات حينما يحصل العمل الأجرامي ، لذا ومن المنطقي فأن الجراحين سيكونون بحاجة مستمرة الى الدماء التعويضية ليقوموا بعمليات أنقاذ أخواننا وأصدقائنا وآهالينا من أمر مهلك لهم لامحالة .
لذا فأن القيام بحملات التبرع بالدم تدخل في صميم العمل الوطني والأنساني ، فلا من ينقذ العراقيين إلا العراقيون .
أننا نهيب بالناس جميعاً ، نهيب بكل عراقية وعراقي أن يتجه الى مصرف الدم ليساهم بدمه الطاهر في أنقاذ حياة عراقي يستغيث من أجل أن يحيا ، من أجل أن يعيش .
لايوجد أي مانع يقف حائلاً أمام التبرع بالدم إلاّ فيما يقرره الطبيب الذي يكشف على صحة المتبرع ، وكما ذكرنا فأن الدماء التي تتبرعون بها لأنقاذ حيوات الناس ستعوض خلال 24 ساعة في أجسادكم .
أن التبرع بالدم هو عمل أنساني يعود عليكم بالصحة والعافية .


 

 

Counters