| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

 

الخميس 2/8/ 2007

 

 

على المكشوف


الحنان بين الدار والأحتظار


د . سلام يوسف

بكل ما تحمله الصورة المأساوية من دلالات وهي تعكس حقيقة أفتقار الحال الى التعامل الأنساني تلك التي جاءت من داخل أحد دور الدولة ، فهي تدل على الأستهتار بالقيم والمُثل وكذلك فقد عكست الأنحطاط الذي وصل أليه واقع الخدمات والرعاية لبشر ولدوا ناقصين ، فكل ذلك إنما في حقيقة الأمر نموذج مبسط للمأساة الكلية والمعاناة الحقيقية التي يعانيها الشعب العراقي،فما من نتيجة أو مشكلة تحصل على أي مستوى وفي أي جانب دون مقدمات أوعوامل مسببة ومعطيات..ولذلك فما تم عرضه لانظنه يحمل المفاجئات ولايستحق الأندهاش لأنه صورة أخرى ، صورة ثانية ، لقطة من زاوية جديدة لنفس الواقع ، لنفس المأساة ولنفس الذل الذي يتعرض له العراقيين ، فهول الصدمة التي أصابت الكثير خارج حلبة الصراع(الأراضي العراقية)،فحقيقيةً لم تصب العراقيين أنفسهم بقدر ما زادت من آلامهم وأحزانهم ، كونهم وببساطة شديدة ينامون ويصحون على عشرات المآسي الأنسانية ، العوائل التي هوت وتحطمت جراء مقتل الأباء والأمهات ، العوائل التي فقدت أبنائها وبناتها ، الأطفال الذين أصبحوا وعلى حين غفلة بلا أب أو أم أو معيل جراء العنف الطائقي أو الأعمال الأرهابية ، أليست جرائم تهز الضمير الأنساني ؟! أم لكون هذه الجريمة قد تم أكتشافها من قبل رسل الأنسانية الجدد؟؟ هل الصورة المأساوية لمستفيدي دار الحنان المغلوبين على أمرهم حصلت عام 2007 ؟! أم إنها واقع تمتد جذوره الى عشرات السنين ! كل الشعب العراقي بحاجة الى حملة تضامن إنسانية وليس الأطفال المعوقين فقط ، ياقوى العالم الخيرة إن الشعب العراقي مستباح من قبل عصابات أوجدها مَن يشغل العالم اليوم بها ! والصورة كان ينقصها الكثيرمن التفاصيل ، فبودنا لو تفضلت قناة CBM وغيرها من كل قنوات وفضائيات العالم وتعرض وتبث المآسي التي تحصل في المستشفيات ، وصور شبح الأمراض التي تسيطر على الأسواق ومحطات ضخ الماء(الصالح!!) للشرب ، والنقص الحاد في علاج الأنسولين الذي يعيش بزرقه يومياً آلاف العراقيين من المصابين بداء السكري ، والحال المزري واللاأنساني والمؤلم في الطب العدلي ، الوضع اللاصحي في المواقف والمعتقلات والسجون ، أليس كل هذه وغيرها كفيلة بأن تهز الضمير الأنساني وتعلن حملات التضامن معها؟!
أين الحنان في كل هذه العناوين ، فالعراقيون لم يلمسوا الحنان من مدعيه لا في دور تحمل أسماء لاتستحقها ولا في الزمن العاصف بهم ، أن العراقيين يشهدون أحتضار الحنان .
إن المطالبة بأقالة وزير العمل والشؤون الأجتماعية وغيره من المسؤولين أو معاقبة الذين تسببوا بهذه المأساة البشرية إنما هي إجراءات فوقية لاتغيّر من المنحى الخطير الذي تنحو أليه مجمل الخدمات الصحية والبيئية ما لم تتبنى الحكومة ستراتيجية واضحة وخطة جادة لأعادة أعمار البلاد من تركة الدكتاتورية ومن خراب الحرب والدمار الذي تحدثه العمليات الأرهابية وبأشراك كافة القوى الوطنية في ذلك .