| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                  الأحد  2 / 2 / 2014



على المكشوف

2 شباط
اليوم الوطني لمكافحة التدخين
 

د. سلام يوسف

الثاني من شباط من كل عام تمارس دوائر الدولة كافة ـ أو هكذا هو المطلوب ـ (وحسب التعميم الذي أصدرته وزارة الصحة واللجنة العليا لمكافحة التدخين في العراق)، نشاطاً(محاضرات وأحتفالات) كتقليد ذي أبعاد توعوية بأتجاه خطوات تهدف(وكجزء من الحملة العالمية) الى أجماع من أجل إستصدار قرار دولي أصبح ملحّاً وضرورة تقتضيها مصلحة الشعوب ذاتها.

إن خطوة اختيار يوم لمنع التدخين بكل المرافق العامة والخاصة، أنما هو تعبير صادق ورغبة أكيدة في أقناع المدخنين من أجل التوقف عن هذه العادة المضرة ،وكذلك تعدّ ممارسة حضارية نتجت عن الاقتناع بأن التدخين يبدأ من الإحساس باللذة منتهياً الى حالة إدمانية ـ للأسف الشديد، مخرّبة بكل الإتجاهات ، وبمرور الوقت صارت ولازالت وسيلة تجارية قبيحة لمزيدٍ من ملء جيوب التجار على حساب صحة وجثث ضحايا التدخين.

حديثنا الأن ليس عن مضار التدخين، لكن علينا أن نضع صوب العيون أن ما تقوم به العديد من منظمات المجتمع المدني وبالتعاون مع الجهات الصحية وعبر وسائل الأعلام والتوجيه الثقافي بغية تغيير خط مسار الناس في كل أنحاء العالم ما هو الاّ عمل جبار كان ويكون وسيستمر بالضد من أرادة شركات الموت وهي شركات صناعة وتجارة التبوغ، خصوصاً وأن هذه الشركات عمدت الى تنويع أساليب المزيد من الكسب المالي والأرباح، مقابل نشر الموت البطئ بين الشابات والشباب، وذلك من خلال أضافة وسائل جذب للتبوغ المصنعة، ومثال ذلك(الناركيلة)، وبالتالي فأن المبيعات تزداد ، الأرباح تزداد و... المرضى ثم الموتى يزدادون.

وفي العراق فقد تبّنت الحكومة قانون رقم 19لعام 2012 يمنع التدخين في الأماكن العامة والذي أقره البرلمان وصادقت علية رئاسة الجمهورية ولكن وللأسف فهناك غياب فعلي للتوعية بمضامين هذا القانون وحتى لم يتم تطبيق مادة واحدة من مواده، رغم مرور عامان على تشريعه.

ومما يؤسف له حقاً أن في مثل هذا اليوم (وما يقابله في كل دولة من دول العالم)، قد لوحظَ غياب الأهتمام الشعبي المطلوب، كون هذا اليوم له قدسيته ،قدسيته من ناحيتين ،الأولى لأنه يوم أختارته أعلى سلطة في البلد وبالتالي فالقانون هو قانون وغايته المصلحة الوطنية العليا ،أما الثانية تتمثل باحترام حقوق الأخرين (غير المدخنين)، وهي واجب أخلاقي وأنساني، وعليه فكما يحصل في اليوم العلمي لمكافحة التدخين حينما يمتنع مدخنو العالم(في البلدان المتحضرة) عن التدخين في ذلك اليوم، فالمطلوب توسيع رقعة الممتنعين عن التدخين في هذا اليوم في العراق ،فهذا السلوك أنما يمثل الأرادة الأنسانية في أحترام الأخر ليتنفسي الهواء غير الملوث بدخان سكرائرهم!

أن الموضوع لاينتهي بـأنتهاء يوم 2 شباط من كل عام ، وأنما هي البداية نحو مجتمع يبغض التدخين ، من أجل مجتمع خالي من الأمراض الناجمة عنه.

الموضوع برمته يهدف الى تحقيق الغاية الأسمى، وهي تطبيق قانون منع التدخين في الأماكن العامة، بحاجة الى مساهمة كل العناوين الحكومية وغير الحكومية، الصحية وغير الصحية.

أنه مرض ،وحسبي أنه المرض الوحيد الذي لا يُعالج بالأدوية ، بل بالأقتناع وبالأرادة.


 

free web counter