| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأحد 2/6/ 2013



على المكشوف

كرماء السموم..!

د. سلام يوسف

المدخنون كرماء ! نعم ،فأين ما تحل، سواء بواسطة النقل أو زيارة في بيت أو محل ، فأن المدخن (تحديدا) يُفصح عن كرمه حينما يفتح علبة سكائره فالخطوة الأولى التي يقدم عليها ،أنه يقدّم لك واحدة ويقول ( أتفضل أو يسألك أدخن عمو، أخوية ،عزيزي؟)، والغريب أيضاً هناك عادات أجتماعية للأسف الشديد شائعة وهي تقديم السكائر للمعزين في مجلس عزاء وحينما يقدمون تلك السكائر فتجدها بأنواع متعددة لترضي أغلب الأمزجة ،ومن نوعيات فاخرة وليست زهيدة الأسعار، بل يقدمونها بكل أحترام وتقدير وبصورة تدل وكأنهم يقدمون لك هدية باهضة الثمن، أنه كرم الشجعان!

كرم ما بعده كرم حينما يدعوك المدخن الى ممارسة طقوس حفلة التسمم الثنائي أو الجماعي، التسمم الإرادي ،يدعوك الى سبيل  الموت ،يدعوك للسير على خطاه التي سنتهي به الى السعال وضيق النفس وعجز القلب الثانوي ولزوجة الدم العالية والجلطات الدماغية والقلبية والى السرطانات بمختلف أنواعها!

كم كنت اتمنى ولازلت ،أن أرى نفس الشخص أن يقدم لي وردة ، أو صحيفة أقرأ فيها أخر أخبار الدنيا، كم تمنيت أن يتحول هذا الكرم الى كرمٍ بأمور نافعة مفيدة.

وكثير هي حالات الشجار التي تحصل بين المدخن وبين غير المدخنين، في الأماكن العامة وخصوصاً في وسائط النقل،وسببها معروف يتعلق بمستوى الوعي الصحي وبالثقافة العامة وأخيراً بغياب القوانين التي تقلص دائرة الضرر جراء ممارسة مثل هذه الظواهر.

هذا ما يحصل للكبار الذين يعانون ،أو هذا ما يحصل مع الذين يمتلكون صوت ويقولون لا ويعترضون ،فما بالك والمدخن يتسبب بأذية الطفل الرضيع أو الأطفال عموماً؟ فهذا يتجاوز حدود الكرم الى السخاء!

أظن أنه لا يختلف اثنان على مساوئ التدخين ،واذا كان المدخن قد تبرع بصحته امام هذه الممارسة المضرة ،فأعتقد ليس من حقه أن يلحق الأذى بالأخرين ،بل ندعوه أن يكون بخيلاً!

وحينما تدعو مدخناً الى الاقلاع عن عادة التدخين، يجيبك بسخرية ،"مدا أتشوف الدنيا ومصايبها، شلون تريدني أبطّل جكاير؟!".

أسمع هذا الكلام وكأنه يريد أن يقول "فقط المدخنون هم الذين يشعرون بأحوال الدنيا الحزينة"،هذا كلام غير منصِف فكلنا نتألم ،وكلنا نشعر ،وكلنا نحس ،لكن ليس كلنا يحترق بما تصنعه ماكنة الموت، ماكنة صناعة التبوغ، أنها ماكنة أرهابية ولكن من نوع أخر!!.

free web counter