| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

السبت 2/2/ 2008

 

على المكشوف

بذور الديموقراطية تنبت رغم أنف
مناهضيها!!

د. سلام يوسف

من كان يجرؤ على معارضة أو مجادلة الرأي الأخر(المتنفذ)؟ من كان يتخيل حتى ولو بالأحلام إنه من حزبٍ أخر أو من أتباع أيديولوجية أخرى غير أيديولوجية الدكتاتور والدكتاتورية أو لايرغب بالأنتماء له ويبقى مستقل؟ من ذا الذي ولدته أمه ويبقى حيّاً بين الأحياء لو عارض أو أعترض؟ حتى أتباع حزب النظام الحاكم السابق نشأوا على إلغاء الرأي الأخر وعلى عدم الأعتقاد بوجود أحزاب أخرى غيرهم، لذلك كان كل شئ تابع للنظام المقبور، خصوصاً وقد خلع الرأس الدكتاتوري الخرف رداء التحزب على كل النشاطات الحيوية وغير الحيوية وعلى كل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، الرسمية وشبه الرسمية ولم يعد أي نشاط في البلد إلاّ وأصبح جزء من حركة النظام المهزوم المقسوم، وفي اللحظة المناسبة إنسلخ ذلك الطلاء الهش عن جدران كافة المؤسسات بما فيها النقابات ومنها نقابة الأطباء التي تدخلت حتى بالسلوك المهني الأنساني في معالجة البشر بالطريقة الصدامية بل والأنكى من ذلك إنها لم تنبس ببنت شفة(كونها نقابة تمثل مصالح منتسبيها المهنية) حينما قرر الحكم الصدامي اللعين معاقبة معارضي حروبه ومناوئي دكتاتوريته وتجبّره وتسلطه بقص الألسن وجدع الأنوف وتشويه آذان الشباب على الطريقة الديموقراطية الصدامية! فلم تكن نقابة الأطباء إلاّ أحد أبواق النظام وعجلة من عجلاته الوسخة في دعس معارضيه.وبعد زواله الى مزبلة التأريخ،أعيد بناء نقابة الأطباء العراقية وفق الأسس الديموقراطية رغم محدودية هذه الديموقراطية ومَن يتعامل بها إلاّ إننا في العراق ما بعد الدكتاتورية نبذر بذور الحرية الفكرية والسياسية ونتبادل لغة الحوار بدلاً من لعلعات الرصاص وأنّات الغدر والتقتيل ، نستمع أحدنا للأخر بدلاً من عدم أو رفض سماعه، فالصوت ما أنفك يتلو ولاسبيل لأماتته، لذلك نأمل أن تنبت بذره هنا وبذرة هناك، وفعلاً فالأمل موجود بأنبات هذه البذور حيث وجدت الأرض الطيبة التي تنبت فيها، فقد طرح الحزب الشيوعي العراقي مشروعه الوطني الديموقراطي ولكون الحزب يؤمن بالديموقراطية قولاً وفعلاً فقد دعا وكعادته كل أطياف الشعب العراقي ليشاركونه الهموم الوطنية وهموم البناء والسلام و كان من بين المدعوين لمثل هذه الدعوات السيد نقيب الأطباء العراقيين، الحزب الشيوعي العراقي يدعو النقابات للمساهمة في حل مشاكل الوطن بينما كان حزب السلطة الغاشمة يدعوها في كيفية تطبيق قرارات جائرة بحق المواطن والطبيب.وللأمانة كان موقف السيد نقيب الأطباء بمنتهى الديموقراطية والأخلاق العراقية العريقة وبمنتهى التعبير عن أحترام النفس و إحترام الأخر.

 

 

Counters