| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

الأحد 29/8/ 2010



على المكشوف

المحاصصة الطائفية
حرقت وزارة الصحة

د. سلام يوسف

في 18/6/2009 حرق المجرمون ثلاثة طوابق في وزارة الصحة الكائنة في باب المعظم ، والهدف ليس الحيطان والمكاتب وأنما أوراق ووثائق وهي أدّلة الأختلاسات والعقود المزيفة والعقود المزورة ، وليس الدافع أيضاً لغرض التشفي بالعراق والعراقيين من قبل الحاقدين مابعد نيسان2003 وأنما الدافع هو القضاء على كل الخيوط والدلائل التي تدين المجرمين، أذن فهي جريمة منظمة ورائها مجرمون، فقد أعلن السيد المفتش العام لوزارة الصحة وبعد الأنتهاء من التحقيقات " أن الحريق حدث بفعل فاعل " وأنه (أي المفتش العام )"يمتلك التفاصيل ويعرف الجهة المنفذة، وأن نتائج التحقيق قد أحيلت الى هيئة النزاهة ومن ثم الى مجلس القضاء الأعلى لأصدار أوامر أعتقال المتهمين" وقال السيد المفتش العام " أن المتهمين هم موظفون كبار".

أذاً، الموظفون كبار! وهذا يعني أن الـ "كبار" هم المتبوئون المراكز المهمة، مراكز القرار، مراكز رسم السياسة الصحية للبلاد، مراكز تمشية أمور الصحية لـ 32 مليون أنسان.

مَن أتى بهؤلاء الى هذه المراكز الوزارية الكبيرة؟! ألم تكن المحاصصة الطائفية التي منحت جوازات المرور والجلوس على الكراسي التي أحرقوها بأنفسهم بفعلتهم النكراء بعد أن قبضوا الأموال؟! ألم تكن سياسة(هذا لك وهذا لي )هي التي أوصلت هؤلاء الى المراكز المهمة وليس سياسة البحث عن الكفؤ وفق قاعدة الأنسان المناسب بالمكان المناسب؟

فمثل وزارة الصحة وهي وزارة خدمية تحتاج الى مسؤولين مهنيين، تكنوقراط، يحملون هموم الوطن والمواطن وليس من يحملون حقائب سفر يملؤنها بالأموال الحرام من أختلاسات وعقود تتاجر بصحة العراقي وآلامه وجراحه وياريت توصل له ما يخفف آلامه ويضمد جراحه.

ولا نتفق مع السيد المفتش العام حينما قال" أن نسبة الفساد الأداري في وزارته أنخفضت عن السابق "، فكل الدلائل تشير الى أستشراء الفساد بل تنوعت أساليبه وتعددت أشكاله، ونأمل من السيد المفتش العام أن يفتش في كل طوابق وزارته الطائفية فسيجد الكثير ممن يعيثون بالأرض فساداً ويخططون لحرائق جديدة.

 

free web counter