د. سلام يوسف
الأثنين 28 / 10 / 2013
على المكشوف"الطوبة".. والمعلمين .. والسرطان
د. سلام يوسف
كثرت عجائب وغرائب بلادنا الى حد أن أحدنا أصبح يعيش وسط مفاجأت قصص ألف ليلة وليلة ،وغرائبها التي يراد منا أن نسمعها ونقتنع بها.
وواحدة من فذلكات العصر الذهبي العراقي أن تفرض وزارة التربية أستقطاع مبلغ 500 دينار من رواتب المعلمين لدعم نادي الكرخ الرياضي.
هذا الكلام حق وحقيقة وليست مزحة ،فالأسئلة التي سأطرحها هنا ،أأمل أن يجيبني عنها أحد من المسؤولين في وزارة التربية:
هل هذا الأجراء هو حل حكومي "لمعضلة" مالية تخص عنوان خارج الوزارة المعنية؟
ولماذا وزارة التربية تحديداً والمعلمون بالذات؟
وما هو الغطاء القانوني لهذا الأستقطاع ؟ على الرغم من بساطة المبلغ ،فأي منا ممكن أن يتناول بهذه الـ (500) دينار ، "ستكانين" شاي بعد وجبة دسمة، أو يعطيها للذين ينتشرون في الأشارات الضوئية والأماكن العقدية طالبين الرحمة لنا عند الله!
قلت أنه مبلغ بسيط (كمفرد)، ولكنه ليس بالبسيط حينما يتم أستقطاعه من آلاف المعلمين!
هذا الأجراء حدى بالمعلمين أن يرفضوه لأمور أعتبارية وفق ما مر أنفاً.
أيعقل أن تتصرف الحكومة هكذا وهي تمتلك الترليونات من الدنانير؟ كيف ستنهض الحركة الرياضية في العراق"الجديد" وهي تتعكز على (تبرعات أجبارية ثابتة) بموجب قرار وزارة المعلمين أنف الذكر؟
وحقيقة طال بي التفكير فاهتديت الى مبرر يقنعني (أنا) ، وهو ربما هناك تحالف ستراتيجي بين وزارة التربية والتعليم وبين وزارة الرياضة والشباب ،أو ربما لأن الوزارتين ،(جيران) والجار حقه ع الجار!!
المهم أن تعلموا إنه وبالمقابل فأن نفس الوزارة قد رفضت مقترحاً سابقاً (وكمبادرة خير تنم عن أنسانية ووطنية معلمينا) بالتبرع بمبلغ "ألف دينار" كدعم ومساهمة في علاج الأطفال ضحايا مرض السرطان.
أما يجعلك هذا التناقض في مواقف وزارة التربية ، في حيرة من أمرك ؟! فما هي معايير التعامل ،وما هي دوافع هذا القرار ،واي قرار، وخلفياته.
وحينما تسائل المعلمون عن سبب رفض وزارة التربية لمقترحهم أنف الذكر في دعم ضحايا السرطان ،جاء الجواب العاجل :" لا يوجد سند قانوني في أستقطاع ألف دينار".
والله عجيب أمور غريب قضية ،طيب وما هو السند القانوني في أستقطاع 500 دينار لدعم "الطوبة" رغم اهمية اللعبة شعبياً ونحن بالتأكيد نرغبها؟!
وأذا كانت النيّة (لدى البعض) تتجه صوب شراء النوادي الرياضية على غرار ما يحصل في الغرب ،فالآولى أن (تصفّى) النية والمساهمة في التخفيف عن معاناة المصابين بالأمراض المزمنة ومنها السرطانية وخصوصاً بين ضحاياه من الأطفال.