| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأحد 28 / 7 / 2013



على المكشوف

وزارة الصحة تستغيث !

د. سلام يوسف

مهام وزارة الصحة وكما هي في كل أنحاء العالم تتلخص في رسم وتنفيذ السياسة الصحية من خلال وضع الخطط اللازمة لملاحقة الأمراض وأن توفر الخدمات الصحية المختلفة لعموم أبناء الشعب وفي كل محافظات وأقضية ونواحي وقرى الوطن، كما أنها تضع خارطة طريق علمية تتعامل مع كل المستجدات الطبية والصحية والتكنولوجية دائمة التطور ليتزامن عملها مع كل ما يحصل في العالم خصوصاً وأن المرض ليس له وطن وأن التحديات الصحية كبيرة تواجه البشرية جمعاء، كل ذلك باتجاه الوصول الى الغاية الأسمى وهي المساهمة الفعالة مع باقي أنشطة الدولة نحو بناء مجتمع تقل فيه الأمراض والحد من نسبة الوفيات الناتجة عنها ومن أجل تدوير العجلة التنموية للبلد.

وبغض النظر عن مستوى أداء وزارة الصحة عندنا وتقييمنا لهذا الأداء، إلاّ أن ما يحصل في العراق قد فاق التصور بل خرج عن نطاق الدراسات والبحوث الأكاديمية والميدانية المختصة بصحة المجتمع وكل الواجبات الصحية لأي وزارة صحة في العالم ،حيث أصبحت هذه المهام الوطنية والإنسانية بالمرتبة الثانية بعد مهمة أخلاء جرحى الإرهاب وتوفير الدم وأجراء العمليات الجراحية العاجلة لهم.

وللتذكير فأن هذه الصورة المؤلمة البائسة هي امتداد لذات الصورة في عهد النظام المقبور حينما أحال كل الطاقات الصحية الى إسناد طبي لضحايا حروبه الرعناء.

أن ما نكتبه أو نقوله شئ وما هو في الميدان شئ أخر، والصورة أعقد بكثير من هذا التبسيط ،فأعداد الجرحى كبير لا يناسبه عدد المسعفين المحدود ،وكذا الحال لسيارات الإسعاف وصالات العمليات والأدوات والمستلزمات الجراحية المختلفة ،ناهيك عن الكادر الجراحي (أطباء ومخدرين ،ومساعديهم).

أما عن الشهداء الذين يسقطون جراء هذا الأجرام المتوحش فهم أيضاً يأخذون حيزاً غير قليل من جهود وزارة الصحة والمتمثلة في توسيع دوائر الطب العدلي وتوفير الثلاجات والكادر الذي يتعامل مع جثامين الشهداء إضافة الى تحملهم فواجع الناس بشهدائهم وما يحصل من سلوكيات منفلتة.

أما من حق وزارة الصحة أن تلوم الجهات الأمنية ؟بل، أليس الأجدر بوزارة الصحة أن تنضّم الى المحتجين على سياسة الحكومة الأمنية؟

هل الإرهاب بلاء أم وباء؟
وفي كلتا الحالتين فالكتل السياسية الطائفية والأثنية المتنفذة تتحمل كامل المسؤولية بما يحصل من دمار شامل للبلد وفي كل عناوين وعناصر الحياة فيه.

وزارة الصحة تستغيث من حمل الأوزار التي وضعتها حالة البلد المأساوية عليها، ولم تعد تمتلك تلك القدرة في استيعاب ما لم تُنشأ على أساسه أو بموجبه ،أننا بحق نحتاج الى وزارة معالجة شؤون الإرهاب تتخذ على عاتقها التعامل مع كل ينتجه الإرهاب من خسائر مادية وبشرية، ما دام سياسيونا المتنفذين مصرين على تعنتهم في هز أركان الدولة العراقية وفقدان سيادتها الفعلية بفقدان أمنها وأمانها!

 

free web counter