| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

 

الأثنين 27/8/ 2007

 

 

على المكشوف

التهجير الطائفي والموقف التلقيحي للأطفال

د . سلام يوسف

أسوأ تركات النظام الدكتاتوري المقبور هو التمايز الطائفي، وأسوأ ما في التمايز الطائفي هو الجنوح للأقتتال والأحتراب على أسسٍ من رمال تعصف بها رياح الدولار والمصالح، وأسوأ ما أفرزه الأقتتال والأحتراب هو التهجير القسري، ومن بين عجلات الدمار وأذرع الأخطبوط الإحترابي تُفرز فئة وفئات لاناقة لهم ولاجمل في كل ما يحصل وهم السواد الأعظم من العراقيين، وغالبية هؤلاء هم العوائل الآمنة المطمأنة بعد زوال النظام الدموي البائد .وعلى وجه الخصوص في بغداد فهناك أعداد غير قليلة من هذه العوائل لديها أطفال في عمر الزهور، في عمر يتوجب تحصينهم ضد الكثير من الأمراض المتوطنة في البلد كالتدرن،شلل الأطفال، السعال الديكي، الكزاز، الخناق، الحصبة والحصبة الألمانية، التهاب الكبد الفيروسي . ولمّا كان غالبية إن لم يكن كل هذه العوائل يراجعون مراكز الرعاية الصحية الأولية ضمن الرقعة الجغرافية التي يقطنوها من أجل تلقيح أطفالهم، وهذا يعني إن لكل عائلة سجلها الخاص في المركز الصحي المعني لأن التلقيحات تعطى وفق جدول عمري محسوب، إضافة الى وزن الطفل، وضعه الصحي العام، ونموه ..الخ، ولمّا أدت سياسة التهجير الطائفي العمياء والمرفوضة والمستهجنة بالعديد من العوائل الى ترك بيوتها ومناطق سكناها الى أماكن أخرى فهذا عملياً يعني أنهم قد تركوا ورائهم سجلاتهم الصحية التي تعكس الصورة الواضحة للموقف التلقيحي لأطفالهم .دعونا نرى ماذا حصل ويحصل عملياً :
1. العديد من العوائل تعتمد على السجل الموجود بالمركز الصحي ولايمنحوا البطاقة التي يزود بها الطفل العناية الخاصة فأما ممزقة أو تالفة أو مفقودة، وهذا يعني من الناحية العملية صعوبة متابعة أو معرفة موقف لقاح الطفل .
2. العديد من العوائل غير ملتزمة بالمواعيد المحددة لتلقيحات أطفالهم وبالتالي فعن طريق معرفة أطباء تلك المراكز لهذه العوائل يمكن معرفة أو التوصل الى الواقع التلقيحي للطفل .
3. العديد من العوائل وبسبب من الأوضاع الأمنية القاسية تركت بيوتها بما فيها كافة المستمسكات .
4. المراكز الصحية تستلم وجبات اللقاحات بناءاً على الهدف المثبت لديهم وفق الأحصاءات السكانية المعتمدة، لذا فالعديد من هذه المراكز لم تتهيأ لأضافة أعداد أخرى ضمن طلبياتها
5. بعض المراكز الصحية لاتلقح الأطفال المهجرين أو حتى الحوامل كونهم خارج الرقعة الجغرافية .
6. والبعض الأخر من المراكز والتي تلقح هؤلاء المساكين لاتفتح لهم السجلات الخاصة بالتلقيح وإنما تمنحهم بطاقة فقط وبالتالي ستصعب عملية متابعة هؤلاء الأطفال من الناحية التلقيحية .
7. وعلينا أن نعرف,أن تحصين الأطفال ضد هذه الأمراض مطلوب في وقت الدخول الى المدرسة.
لذا نقترح أن تقوم وزارة الصحة بتعميم تعليمات خاصة بها تضمن تلقيح الأطفال المهجرين مع الأحتفاظ بالسجل الصحي الخاص بهم .