| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

السبت 27/10/ 2007

 

على المكشوف

مصائبُ قومٍ عندَ قومٍ فوائدُ

د. سلام يوسف

الوطن والشعب يمران ويعيشان بمحنة،محنة الريح الطائفية التي تعصف بهما ومحنة الإحتلال المفروض وما نتج عنهما من محنة التشرذم والتهجير والإعتداء على الآمنين،تجد المنتفعين والإستغلاليين يستثمرون بصورة بشعة بعيدة عن القييم الإنسانية ما آل إليه الظرف القاسي الذي يمر به العراقيون،والأمثلة كثيرة جداً وللأسف الشديد.فإذا إستبعدنا طفيليي ومحتكري بيع النفط والبنزين والغاز(فهي حالة مألوفة منذ زمن بعيدـ حيث يتفننون برفع الأسعار أيام الشدائد) فلايمكننا أن نتجاهل ما يجري في المجال الطبي وقطاع الصحة عموماً.ومما يؤسف له فالمواطن ما برح يستغله كل مَن هب ودب وكل مَن حلم بالمال والجاه(حواسم)،وكل مَن وسوس الدينار في عقله،ولكن الألم كل الألم يحز بقلب المتتبع هو ما يفعله وما يقوم به الكثير من الأخوة زملاء المهنة(وأقصد الأطباء)وكل ما له علاقة بهم من مستشفيات،صيادلة،مختبرات التحاليل المرضية، أشعة،سونار،مضمدين ...الخ.إن هؤلاء الزملاء قد إستغلوا الحالة الإستثنائية التي يمر بها الوطن والتي أفرزت الكثير من الصور المشوّه مثل هجرة الأطباء،خلو مناطق كبيرة وواسعة وذات كثافات سكانية عالية من أي طبيب أو طبيبة،أوضاع المستشفيات المزرية،هؤلاء الزملاء سمحوا لأنفسهم برفع أجور الفحص الى أرقام عالية وفي بعض الأحيان الى حد إن المريض يضطر الى الإنسحاب من عيادة هذا الطبيب أو ذاك لأنه لايمتلك أجور الفحص،وياليت الحال تنتهي الى حدود أجور الفحص بل تتعداها(وفي الكثير من الأحيان تكون بالصفقات فيما بين الإستغلاليين)الى إجراء تحاليل أو أشعة أو سونار عند هذا المختبر(بالذات) وتلك العيادة (بالذات)،لتنتهي معاناة المواطن إضافة الى معاناة المرض بـ (لهدة فلوس) يعطيها للصيدلية التي يبتاع منها الدواء.سابقاً وعلى أيام إحترام الذات والمهنة كان الطبيب يأبى على نفسه إلاّ أن يفحص ويعالج مريض في حالة عوز أو ضائقة مالية مجاناً،و يحسب ذلك /فيما لو حصل/ متقاطعاً مع النُبل الإنساني الذي يحيط بمهنة الطب والطبابة كهالة من العلاقات السوية بين البشر.هكذا علمونا وتعلمنا،هكذا تناقلت الأجيال من أخبار الطيبين والطيبات،أما ما يجري الأن وما يفعله يعض الزملاء فهو لايمت للإنسانية بأي صلة، وأصبح حالهم حال طفيليي ومحتكري المحروقات!إن العراقيين أصبحوا من ذوي المصائب ولكن المصائب حينما تحل فتجلب معها القساوة وتطيح بالضحايا.إن هذه المصائب مركبة ومعقدة وقد وضعت وتضع وزرها على كل الناس بدون إستثناء،وأرى إن المثل الشائع (مصائب قوم عند قوم فوائد)خير ما ينطبق على هؤلاء ال(ز،م،ل،ا،ء).فهل يستفيد الطبيب والصيدلاني العراقي (الذي أقسم القَسم) من مصائب وطنه المحتل و شعبه الجريح؟؟
 

 

Counters