| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                  الأحد  27 / 4 / 2014



على المكشوف

سكرتير.. و..  دلال !

د. سلام يوسف

عدد  غير قليل من الزملاء الأطباء وأغلبهم من الأختصاصيين يعمدون الى تشغيل أشخاص ذوي مواصفات خاصة في عياداتهم الخاصة !

المواصفات الخاصة محورها الأيمان المطلق بنظرية (الإحالة!) ، أضافة الى القدرة والقابلية على تطيقها على أرض الواقع ،لذا يستخدم زملائنا الأطباء هذه النظرية أستخداماً فعلياً حينما يكون الموظفون الذي يعملون معهم سواء في الاستعلامات أو في سكرتاريات الأقسام المعنية في المستشفى ،أو عمال خدمة ..الخ ، هم ذاتهم سكرتاريو (أو فراشين) في عياداتهم الخاصة.

العمل ليس عيباً ونرجو أن لا يؤخذ موضوع هذا العمود بهذا الاتجاه ، وأنما ما نقصده (النوايا) و(الخفايا) التي يحتويها هذا الاستخدام ، فالقصد واضح جداً ، هو تطبيق نظرية الأحالة من المستشفى الى العيادة الخاصة ، والدليل على ذلك ، توزيع (كارتات) عناوين تلك العيادات على المرضى الذين يقصدون المستشفيات وخصوصاً المستشفيات التخصصية ،على أمل أن يجدوا الرعاية وحسب ما مذكور في دستورنا العتيد ،بأن الدولة تؤمن الرعاية الصحية للمواطنين.

عشرات الأدلة بل مئات الشواهد موجودة على ما ذكرته أنفاً ،وهذا سلوك مرفوض قطعياً لأنه لا يتناسب مع مهنة الطب الإنسانية البعيدة عن الكسب المادي الصرف ،ولكن يبدو أن زملائنا الأعزاء ساروا مع الموجة المحاصصاتية ، فهم يتحاصصون المرضى أيضاً ، كلٍ وحسب اختصاصه وكلٍ حسب (فهلوة) سكرتيره !

موظفة معي أحلناها بموجب كتاب رسمي الى أحدى المستشفيات التخصصية في بغداد لأنها تعاني من حالة مزمنة تتطلب المراجعة المستمرة ،الحالة التي تعاني منها تستوجب الفحص والتشخيص وأعادة التحاليل والعلاج بشكل دوري ، كل شهر أو شهرين ،تقول : " حينما دخلت على الطبيبة الاختصاصية ،فأن السؤال الأول الذي وجهته لي الطبيبة ، من كان يعالجك ؟ قلت طبيبي مسافر ، فأجابتها الطبيبة ، الاّ يوجد طبيب أخر غيره ؟"

وتقول الموظفة ،لم أفهم ما قصدته الطبيبة حيث لم تكترث لي بعد ذلك ،,اردفت الطبيبة " يلله أستمري على نفس العلاج".

خرجت الموظفة من غرفة الطبيبة مخذولة ،عرفت بعد أن تحدث معها أحد الموظفين ،أن المقصود مراجعة الطبيبة "في ساحة النصر ، وهذا الكارت مالتها" !!!.

ولي صديق طبيب ،قص لي هذه الحادثة :" طلب مني أحد الزملاء من الذين تكتظ عياداتهم بالمرضى وخصوصاً مرضى مناطق الأطراف الزراعية رغم بعدها ،أن أشغل مكانه خلال أيام سفره التي لا تتجاوز الشهر،وتطبيقاً لمبدأ الزمالة والأستفادة المادية وافقت ، يقول : لقد أذهلني عدد المرضى الذين يراجعون عيادة زميلي الذي سافر ،قلت للفراش ،ماشاءالله ، العيادة عليها رِجِل ،نظر الي الفراش نظرة الاستنكار وكأنه يريد أن يقول (اليدري يدري والمايدري كظبة عدس)، لم أهتم ، الى أن جاءت أحدى المراجعات ، رحبت بها ، قالت : أنا أشتغل وية الدكتور بالمستشفى الصبح ،تريد أحولك مثل ما أحولّه؟ ولا زم تعرف النسبة !!

أنهى زميلي حديثه ، قائلاً :

بتُ أدعو أن ينتهي هذا الشهر ،لأعود الى ضميري سالماً معافى !

 

free web counter