| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأحد 26/8/ 2012



على المكشوف

صندوق شكاوى المواطنين
ديكور أم نهج

د. سلام يوسف

كلنا يرى صندوقاً مكتوب عليه عبارة "صندوق شكاوى المواطنين" مثبّت على هذا الجدار أو ذاك في أية مؤسسة صحية حكومية يدخلها، وبعض الصناديق مكتوب عليها عبارة"صندوق الشكاوى والأقتراحات".

شئ جميل وحضاري أن نسمع ونعرف وجهة نظر الطرف الأخر من معادلة التفاعلات الحياتية، معادلة المريض وما يتلقاه من العناية أو الأهتمام في كل مؤسسة صحية ،وأرى أن وضع هذه الصناديق ما هي ألاّ خطوة أيجابية في طريق تصحيح مسار العمل ،الأستفادة من الأخطاء ، تطوير الأداء ..الخ ، بعيداً عن الكيديات، فالشكاوى الكيدية ليست من الصعوبة بحيث لايمكننا أن نفرزها. وحينما نتحدث عن هذه الصناديق والتي كنت أراها مذ أن كنت صغيراً قبل خمسين عاماً، لم أسمع يوماً أن مؤسسة صحية ما، فتحت هذه الصناديق وتعاملت معها بكل شفافية مع الذات ومع الناس، أنما أتحدث من جانب طرفي المعادلة، وأقصد المواطن(الطرف الأول) الذي من المطلوب أن يعرف ويعلم  عن أي شئ يشتكي ، ثم ليعرف المواطن أن غاية الشكوى ليس القصاص من فلان أو من فلانة ،وأنما المطلوب أن نتلمس غيرته الوطنية وتسليط الضوء على الأداء السئ أو التقصير بالعمل ،عدم الأخلاص ونظافة اليد من عدمها ...الخ وليس المقصود الجانب الشخصي تحديداً رغم أن المطلوب عدم أهمال هذا الجانب أيضا ،لأن بطبيعة الحال البشرية فالحقيقة هي المطلق الذي يراه كلٍ منّا من وجهة نظره.أما ا(لطرف الثاني) وهو الجهة التي يتعامل معها المواطن فعليها أن تستفيد من هذا الصندوق وتنفخ فيه الروح وتفعله وأن يتضمن جدول عمل مجالس أدارات تلك المؤسسات فقرة (صندوق الشكاوى) ، كي يرون الحقائق أو الوقائع بالعين الثانية وليس من خلال عينهم هم ،والقائد المؤسساتي الناجح هو الذي يلم بكل المعطيات قبل أن يتخذ القرار ،وعليه وكما يقولون من أجل الأداء الأفضل علينا أن نحتوي كل معطيات هذا الأداء.

ورغم الجهود المضنية التي بذلتها دائرة المفتش العام في وزارة الصحة ونشرها لأرقام هواتف الشكاوى، ألاّ أن المواطن العراقي لازال غير واثق تماماً من ردود أفعال الجهات المختصة تجاه شكواه ، والسبب يكمن في  فقدان الشفافية أضافة الى أستشراء الفساد في كل مؤسسات الدولة وتأثير ذلك الفساد على كل مناحي العمل الصحي ، ومعروف تماماً أن سبب بلاء هذا الفساد هو المحاصصة الطائفية والأثنية التي تحاول الأوساط الفاشلة من تعزيزها في حياة العراق والعراقيين.

فهل صناديق الشكاوى هذه ديكوراً تجميلياً في بناية المؤسسة ليقولون عنهم الناس "أي والله خوش حكومة وخوش وزارة وخوش مؤسسة ، ... وبس "، أم هو نهج ولكنه صندوق على حائط!

 

 

 

free web counter