| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأثنين 26 / 8 / 2013



على المكشوف

هناك أسباب أخرى للتوتر النفسي!

د. سلام يوسف

في العالم حدد الأطباء أسباب التوتر النفسي الذي يعاني منه المواطنون بالمشاكل العائلية والوظيفية والمعيشية ،فتقوم الدول الرأسمالية والسائرة بدربها بأبتكار شتى الأساليب وأنواع العلاجات النفسية والأجتماعية والدوائية من أجل التخفيف من حدة ذلك التوتر ،دون الألتفات الى أن طبيعة النظام نفسه الذي هو السبب الرئيس في ذلك التوتر وبمختلف أنواعه، وهذا ليس موضعنا.
وفي العراق فبالأضافة الى الأسباب أعلاه توجد أسباب لا أظن أنها موجودة في بلدٍ أخر أو أنها موجودة في بلدان تعد على عدد أصابع اليد الواحدة ،ففي بلدنا وبعد أن زال النظام البائد ،برزت ظاهرة الأجراءات الأمنية والتي تتعرض الى حالة باروميترية في شدتها تبعاً لعدد ونوعية الأعمال الأرهابية.
فالطوابير الطويلة جداً من السيارات والناتج عن غلق الشوارع وعزل المناطق ،والذي يؤثر بشكل مباشر على مصدر رزق المواطنين ناهيك عن أسلوب التعامل والذي لايخلو من فجاجة من قبل الجهات المختصة ،وليس هذا فحسب وأنما محاسبة الدوائر الرسمية لموظفيها الذين يتأخرون عن دوامهم اليومي رغم وجود خطوط النقل لدى بعضها وليس كلها وكذلك عرقلة مراجعة الدوائر الرسمية وحتى في أفراح الناس حينما يزفون عرسانهم أو في أتراحهم حينما يشيعون موتاهم، ولا ننسى ما تؤل أليه حالات الطوارئ الصحية وحصول حوادث الحريق و..و.. ،كل ذلك يدخل في محفزات التوتر النفسي الذي يعاني منه المواطن العراقي دوناً عن كل سائر شعوب الأرض.
أن الضغط على أعصاب المواطنين بلغ مستوى من الضغط الى الحد الذي دفع رئيس الوزراء أن يقدم أعتذاراً رسمياً للشعب العراقي في كلمته الأسبوعية الأخيرةعمّا تسببه تلك الأجراءات من ضغوطات نفسية وعصبية على المواطنين.
ورغم أننا لا نريد أن ندخل في تفاصيل ما أشار أليه رئيس الوزراء ،الاّ أننا نقول، مهما أعتذر المسؤولون للشعب فأن الأعتذار ليس بدواء يوقف الصداع أو يخفّظ الضغط أو يحد من أرتفاع السكر أو يطفي نار العصبية الناتجة عن هكذا ظروف فوق طافة البشر.
تشير الأحصاءات الى أن معدل مراجعي أطباء الأمراض النفسية في العراق قد أرتفع بشكلٍ ملحوظ بل تجد ذلك واضحاً من خلال الطلب المتزايد على العلاجات المهدئة ،وقد طفح الأمر الى أكثر من ذلك حينما تشير الأخبار بين أوان وأخر الى وجود مؤشرات ملموسة عن أنتشار المخدرات بين الشباب.
المجتمع سائر بأتجاه التلاقي مع نتائج الأنظمة التي تغتصب أنسانية الأنسان ،وأن قاع المدينة لايشبه سطحها والأعتذار لايقلل من زحف التوتر النفسي والعصابي بين أبناء الشعب.


 

free web counter