| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الخميس 25/8/ 2011



على المكشوف

تفتيش المؤسسات الصحية .. بين المفهوم والتطبيق

د. سلام يوسف

"التفتيش" بمفهومه الأداري الصحيح يعني البحث في الأداء ومراجعته لوضع اليد على كل ما يعيق العمل في تنفيذ الخطط التي تضعها الجهات المعنية في وزارة الصحة، والتفتيش كذلك يعني العمل على تذليل الصعاب التي تواجه بناء مجتمع صحي معافى، ومن المنطقي جداً أن يكون في الأداء ما هو سلبي وما هو أيجابي، أي لايجوز أن يكون الهدف من زيارة التفتيش هو البحث عن السلبيات فقط ،وكذلك يجب توفير كل المستلزمات التي تدخل في العملية الأنتاجية لمهام مؤسسات وزارة الصحة.

أن معطيات التفتيش تعتمد على مصدرين ،الأول ما يخص المؤسسة المعنية من توثيق وبرامج ومواد وصرف وجرد وحفظ وحسابات...الخ، والمصدر الثاني هم الناس،المواطن الذي يشكل الطرف الثاني بالمعادلة، ومستوى أستفادته مما تقدمه المؤسسات الصحية.

ولمّا كانت المؤسسات الصحية هي خدمية أي تقدم الخدمة للمواطنين لذا سنواجه موضوعة التعامل اليومي مع ما يديم حياة المواطن كون الحالة المَرَضية هي التي تجعل المواطن يطلب المساعدة من الجهات الصحية.

هذه الديناميكية في الأداء ستعرّض العاملين الى أشكاليات ربما تعرقل الوصول الى الغاية المطلوبة وهي صحة المواطن، لذا فمن واجب التفتيش هو البحث عن مفاصل وبؤر هذه المعرقلات والتعاون مع الجهات المعنية نحو تذليلها لا الخوض في أمور ثانوية (ربما نكون بحاجة لها ولكن هي ليست من مهام التفتيش الأساسية)، فالغياب والحضور ليس من مهام التفتيش مادامت هناك ادارة ،المهمة الرئيسة الأولى لفرق التفتيش هي التشاور مع المعنيين في تطبيق هذه الخطة أو تلك ،نسبة نجاح تطبيق هذا البرنامج أو ذاك ، تقديم أفضل المقترحات لتخطي العقبات، ..الخ

ومن جانب أخر فعلى فرق التفتيش أن تزاول مهمة البحث الميداني مع المواطن في تقييم الأداء ووصول الخدمات التشخيصية والعلاجية له ، من خلال الأستبيانات واللقاءات، وهنا تبرز أهمية دور لجان الرقابة الشعبية في تبادل المعلومات والتركيز على السلبيات التي يجب العمل بأتجاه القضاء عليها والأستفادة من التجارب الناجحة وتعميمها.
ولأجل أن نعطي كل ذي حقٍ حقه، فعلينا التمييز والتفريق بين التفتيش وبين الرقابة، رغم كونهما من هيكلية وزارة الصحة ودوائرها، فالتفتيش بمفهومه أنف الذكر سيكون المعين في رسم وتنفيذ البرامج القصيرة وطويلة المدى، أما الرقابة ففيها العديد من الجوانب، الرقابة الدوائية، الرقابة الصحية (وتشمل المطاعم والحوانيت والكافتريات والفنادق ومحلات بيع المواد الغذائية وعربات بيع المواد الغذائية غيرها)، الرقابة البيئية،علماً أن الرقابة ستجمع المعلومات وتتخذ الأجرءات بحق المخالفين وفق القانون.

ومن الأمور المهمة في هذا الجانب هي شفافية أصدار التعليمات والضوابط ، فيجب على وزارة الصحة تعميمها وكذلك من واجب المعنيين معرفة تلك التعليمات وأن يعملوا وفقها.وتبدو الحاجة ملحة الى عقد الندوات الجماهيرية لغرض عرض نتائج فعاليات أقسام التفتيش أستناداً الى الرقعة الجغرافية ووضع كافة المعلومات والمعطيات بين يدي الناس لأشراكهم في صنع القرار الذي بكل تأكيد سيخدم المواطنين وتخدم حركة المجتمع ككل أضافة ألى أتباع أسلوب التغذية الأسترجاعية المعلوماتية ليعرف كل مفصل ماله وما عليه خدمة للصالح العام.

 

free web counter