| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

الأحد 25/11/ 2007

 

على المكشوف

الى أدارة مستشفى بغداد مع تمنياتنا بالتوفيق

د. سلام يوسف

كلنا يأمل أن يرى التغيرات الأيجابية بأم عينه ويتلمسها ، وكلنا يتمنى يرى البلد في حال يساعده على نفض غبار الماضي أنطلاقاً نحو المستقبل الذي ننتظره وتنتظره الأجيال القادمة من بعدنا ، ويبدو لي أن عراقيي هذا العصر يحضون بشرف وضع لبنات الديموقراطية والحرية الحقة وكذلك وضع مقاييس أحترام مبادئ حقوق الأنسان حيز التطبيق .
ولذا نتمنى أن نرى في كل يوم يمر علينا بعد زوال النظام ونحن قد تقدمنا خطوة الى أمام ، وبالرغم من الوضع الأمني المتردي فأن ذلك لايقف حائلاً دون تطبيق بعض أبسط الأمور والتي من المطلوب تطبيقها . أن هذه الأمور البسيطة والتي تدخل في صميم مهام الجهات الأدارية المعنية يجب أن لايعيقها الوضع الأمني أو ضعف القانون أو غياب السلطة التنفيذية و..الخ لأن ببساطة شديدة فأن الأمور التي نعنيها ليس لها علاقة بالتشريع وصيغ ضمان تطبيق هذا التشريع ، أنها متعلقة بالحس الوطني وبالحس الجمالي وبالنظرة الأنسانية والصحية هنا أو البيئية هناك ، بالذوق العام هنا وبالحرص هناك .
أذاً لايوجد أي مانع من تطبيق بعض التعليمات في كل مرافق الدولة وخصوصاً أذا كانت تلك التعليمات تحضى بأجماع كافة المواطنين على صحتها .
ولكن حقيقة الأمر هناك بعض التلكؤ في الأداء ، هذا التلكؤ يعمل على أستفحال الحالات غير المرغوب بها ، وبهذا الخصوص لابد من أن نقول وأن نسلّط الأضواء على سلبيات بالأمكان تجاوزها ، سلبيات بالأمكان من الحؤول دون حدوثها أو حصولها ، هذه السلبيات حقيقة تثير التساؤل المشروع : هل هي من الصعوبة بحيث لايمكن أن نمنعها ، أو نمنع وجودها بين الكم الجيد من الأيجابيات ؟ أن الخدمات الجليلة التي تقوم الجهات الصحية سواء المراكز الصحية منها أو المستشفيات تستحق الثناء والتقدير ( رغم أن الطموح أكبر من الواقع ) ، ولكن وجود بعض المنغصات تعد واحدة من المآخذ على أدرارت تلك المؤسسات وكذلك بلا أدنى شك على المواطنين أيضاً ، وإلاّ ما تفسير وجود باعة السكائر على أمتداد الطريق إبتداءاً من مدخل المستشفى الرئيسي وحتى باب الصالة الكبرى فيها ؟ وما تفسير وجود جنابر المواد الغذائية بمختلف أنواع المنتوجات والتي لانعرف صلاحية الغالبية منها ؟ وما تفسير وجود الشحاذين والشحاذات ومن مختلف الأعمار بين أروقة العيادات الخارجية ؟ وما تفسير وجود الكلاب السائبة في الساحات والباحات والعائدة للمستشفى ؟ وما تفسير فقدان جمالية المكان بسبب الأهمال بحدائق وفضاءات المستشفى ؟
لانظن أن الأهتمام بمثل هذه الأمور ودراسة آلية تلافيها تحتاج الى قرار مركزي بقدر ما هي تحتاج الى العزم على مغادرة المواقع القديمة التي تتسم بالتعامل البيروقراطي والروتيني ، وكذلك الى التفاعل الحقيقي مع متطلبات الرؤية الجديدة لعراق جديد .
نحن نعتقد أن تظافر الجهود الخيرة من الأداريين والعاملين وكذلك مع أستخدام وسائل الأعلام أستخداماً أمثل في توعية وتوجيه أبناء الشعب أضافة الى أهمية تعاون كل شرائح المجتمع مع هذه الجهود فبالتأكيد سيحقق النتائج المرجوّة في تلافي هذه السلبيات .
أن تجاوز الصورة السلبية الحالية كفيل بتحقيق ما يلي :ـ
1. الوجه المشرق الذي يتناسب مع العراق والعراقيين .
2. تطابق الأهداف الصحية مع الفعل العملي اليومي لحركة العاملين والناس .
3. أضفاء الطابع الجمالي على المنظر العام .
4. فسح المجال أمام الأبداع في الفعل والتجديد .
5. الأمتلاء المعنوي في تقديم الأجمل والأحسن والأفضل .
6. أنحسار حالات التجاوزات السلبية والتي تعكر صفو الذوق العام .
كل هذه وغيرها ستعطي الدروس والمعاني لكل المؤسسات العاملة في المجال الصحي وبالتالي سيتغير الواقع وسنتقدم خطوات الى أمام .
هذا من جانب ومن الجانب الأخر فأن تنظيم وأعادة النظر بطرق وأساليب التعامل مع المواطنين لابد أن يترك بالغ الأثر عل نفسية المريض أو ذويه وبلا أدنى شك ستدخل كعامل مباشر في الأسلوب الحضاري لمعالجة المرضى وتطبيب الناس .
أنها ملاحظات لابد منها ، نضعها بين يدي أدارة مستشفى بغداد على أعتبار أنها أحدى الصروح الطبية في العراق .


 

 

Counters