| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

 

الأحد 24/6/ 2007

 

 


للأسف ... صار الماء
مصدر الوباء


د. سلام يوسف

الماء ، هذه النعمة العظيمة التي تشترك بأستهلاكه كافة الكائنات الحية وكذلك فهو القاسم المشترك الأعظم بين حيوات هذه الكائنات لتبقى وتتجدد وتستمر، فقد أصبحت هذه النعمة نقمة على السواد الأعظم من العراقيين ، حيث ثبت وبالتحليل وخلال فترة طويلة وفي اماكن مختلفة إن الماء الذي تضخه المؤسسات الحكومية المعنية، إنه ملوث وغير صحي وإنه كان ولازال السبب وراء العديد من حالات الإلتهابات المعوية ، هذا فضلاً عن كون الماء أساساً هو الوسط الفعال جداً في نقل العديد من الأوبئة كالكوليرا والتيفوئيد خصوصاً إذا عرفنا إن الميكروبات المسببة لهكذا أمراض بأمكانها أن تعيش فيه لفترات طويلة .
فعدم أيلاء شبكات أنابيب المياه وكذلك شبكات الصرف الصحي الإهتمام الخاص (سواء كان أيام النظام البائد أو بالوقت الحاضر ـ وفي كلتا الحالتين هناك تقصير) إضافة الى التلوث البيئي الذي بدأ ينحى منحاً خطير للغاية مضاف الى ذلك السلوكيات والعادات الخاطئة من قبل المواطنين كل هذه المعطيات أدت وتؤدي حقيقة الى أزمات وكوارث صحية ، والأن نحن مقبلون على مثل هذه الكوارث التي بدت طلائعها تلوح بالأفق ، ومما يؤسف له حقاً إننا لم نرَ أي تحرك جاد من قبل الجهات ذات العلاقة لضخ المياه النقية أو الصالحة للشرب والإستعمال البشري ، ولم نلاحظ قيام الجهات الصحية المختصة بحملات توعية بخصوص المياه وتلوثها .
الواقع يقول إن أعداد هائلة من المواطنين (وعلى أقل تقدير في بغداد) يعانون بهذا الشكل أو ذاك من أعراض إلتهابات معوية ، حيث تبدأ رحلة المتاهة المؤلمة لهذا الشعب المظلوم ، فالمواطن يمر بهذه الرحلة الحتمية إبتداءاً من إنتظار جريان الماء في أنابيب البيوت (أو الشوارع أحياناً) مروراً بغلي هذا الماء وإنتهاءاً بمراجعة الأطباء طلباً لمعالجة الحالة التي أصيب بها ، وبكل هذه المحطات هناك الضغط على الأعصاب ، هدر الوقت وإستهلاك الوقود (نادر الحصول عليه أو غلاؤه)، هدر الأموال وأخيراً الخطر المحدق بصحة المواطن المسكين .
إننا نلفت إنتباه المسؤولين والناس ، فنقول للجهات الصحية وإسالة الماء وأمانة بغداد ( هلله هلله بالمواطنين فالعراقيون لايستحقون إلاّ الخير وهم يمتلكون دَجلة الخير وفرات الأمل )، والناس نحذرهم من منح ماء الإسالة الثقة المطلقة وكذلك لاتثقوا بالثلج الذي تنتجة معامله، وأيضاً لاتمنحوا ثقتكم للقناني التي تعبأ بماء يدعي مصنعيه إنه صافي أو نقي وهو حقيقةً أبعد ما يكون عن ذلك .