| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأحد 24/4/ 2011



على المكشوف

غياب الطمر الصحي
ينذر بكارثة بيئية

د. سلام يوسف

تلال من النفايات تنتشر بكل الأتجاهات وعلى أمتداد مساحات شاسعة من الأراضي في حي النصر ، شاعورة وأم جدر ، كسرة وعطش ، الفضيلية ، الشعب، حي أور ، حي العامل ، الشعلة الدورة ، التاجي، المحمودية وغيرها، وهذه التلال هي(مكبات) للنفايات تقوم بها الجهات المسؤولة عن تجميع هذه النفايات ،ولكن تجميع وكب هذه النفايات لها شروطها وضوابطها التي حددتها وزارة البيئة من أجل هدفين : الأول الحفاظ على البيئة وحمايتها والثاني المساهمة ببناء صحة المجتمع وأبعاد خطر الأمراض ، ولكن ما يحصل شئ أخر وللأسف لم يجري الألتزام بأي من هذه الشروط والضوابط حتى بالحد الأدنى منها، حيث أن الواقع يقول شئ أخر فلا البيئة محمية ولا الأمراض بمنأى عن الناس ، تلال هذه النفايات جذبت اعداد مهولة من الذباب والبعوض والحشرات الأخرى وكذلك الكلاب والقطط السائبة ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة عنها، بل ولأنكى من كل ذلك هو وجود أعداد من الأطفال والأحداث والمراهقين يقضون ساعات وساعات بين هذه النفايات بحثاً عمّا يسد رمق العيش لهم ولعوائلهم وأليكم أن تتخيلوا نوعية الأمراض التي يُصاب هؤلاء المساكين فضلاً عن واقعهم الأجتماعي المزري أصلاً . .

واقع هذه النفايات الأن بالمقلوب حيث تعلو بأكوامها كالتلال في حين يُفترض أن يكون رأس التل الى الأسفل أي بمعنى أن يتم تهيئة حفر كبيرة وبأبعاد تتراوح بين 3و5 أمتار في عمق الأرض وأن تحاط المساحات المحددة بأسوار وأن لاتكون ضمن المناطق السكنية، لم يُطبّق أي من هذه الشروط لذا أنتشرت الأمراض الجلدية والمعوية والتنفسية الأنتقالية بين الناس في المناطق أعلاه.

أن واقع هذه المناطق يُنذر بالخطر القادم ككارثة بيئية ـ صحية ليس لها حدود أضافة الى ظهور أمراض منها الجديدة ومنها تراجعت خلال العقدين الماضيين ولكنها وجدت المناخ المناسب من جديد لتنتعش في ظروف ملائمة كمكبات النفايات هذه.

أن أعادة السيطرة على الطمر الصحي ليس بأمرٍ مستعصٍ الى درجة أهمال هذه المكبات ، فالحالة بحاجة الى حملة وطنية شاملة تشترك بها كل الجهود الخيّرة من أجل أنقاذ بيئة وأجواء العراق وبالتالي فهي مساهمة فعلية من أجل صحة ٍ أفضل ومجتمع معافى.
 

free web counter