| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأحد 24/3/ 2013



على المكشوف

"راحت فلوسك يـ ......"

د. سلام يوسف

فوضى السوق، هذا ما يمكن وصفه لمجمل التعاملات اليومية في العراق، لا رقابة ولا محاسبة ولا ضوابط ، ومع غياب قوانين حماية المستهلك ،فبالعملي أصبح المستهلك العراقي فريسة لفوضى السوق ،والمستهلك يشمل أيضاً المريض الذي يعرض نفسه على الأطباء ويبتاع الأدوية ويدفع أجور الفحوصات ...الخ.

عشرات ومئات ،بل آلاف الأمثلة يمكن أن أسوقها عن الأحمال الثقيلة التي يعاني منها المريض جراء حالة مَرَضية معينة ،ونفس العدد من الأمثلة يقصها المواطنون عن الاستغلال غير المنطقي لهم ولأمراضهم .

نعم من حق الطبيب أن يحيا حياة تليق به وبمكانته كي تكون حافزاً للإبداع والتألق ، ولكن نرى رغم الكشفيات العالية وتكاليف الفحوصات المرتفعة وأسعار الأدوية الباهضة ،فهناك تراجع بهذا الإبداع أو التألق ،وألاّ بماذا نفسر أجبار المريض على أعادة التحاليل وأجرائها بأماكن محددة ،وما تفسير الطلب من المريض أجراء فحوصات ليست لها علاقة بالحالة ولا تقرّب الطبيب من التشخيص ،وما تفسير وصف الأدوية الغالية ؟!

صديق صحِب أبنته ذات العشرين ربيعاً الى أحد الأطباء الاختصاصيين في أحدى الشوارع (التجارية) الطبية وهي تعاني من صداع ينتابها بين أوان وأخر. أجور الكشف خمسون ألف دينار ،تخطيط الدماغ خمسون ألف دينار ،العلاج بـ ( 27 ألف دينار) والعلاج عبارة عن حبوب مجموعة فايتمينات وعلبة أخرى مهدئة منومة فقط ، وأكد طبيبنا على الوالد المسكين أن يأخذ الدواء الأصلي!

بعد مرور سبعة أيام من استعمال العلاج والحالة كما هي. وقال متأسفاً محبَطاً "فلوسي راحت وبنتي على حطتها!".

المريض حينما يراجع طبيباً سائلاً عنده الحل والشفاء مقابل ثمن عال ،يحدوه الأمل في عودة الابتسامة بعد أن أخفاها المرض ،طيب وإذا لم يشف المريض فما هو حكم العدالة والإنصاف؟ هل من حق المريض أن يطالب الطبيب باسترداد ولو جزء من الأجور التي استوفاها؟

لا منطقياً ولا عملياً هذا يحصل فهناك عشرات المحاججات والتي من الممكن أن تُطرح خصوصاً وأن مستوى الوعي الصحي لدى المواطن وكيفية التعامل مع العلاج ونصائح الطبيب تشوبه الكثير من السلبيات، لذا و لأجل الاقتراب من الإنصاف فلابد من تدخل الجهات ذات العلاقة في تحديد أجور الأطباء بأتجاه الواعز الإنساني ومراعاة المواطنين، وكذلك العمل على تفعيل ما نص عليه الدستور في التأمين الصحي لعموم أبناء الشعب وخصوصاً في مضاعفة أعداد المراكز الصحية والمستشفيات واستيراد الأدوية من أفضل المناشئ العالمية وبأسعار مدعومة بأموال العراقيين أنفسهم ،نعم ،فأرض العراق فيها من الثروات ما تجعله في مصاف الدول المتقدمة بالعمران والصحة والتعليم.

                                                                                                                                          

 

free web counter