| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأحد 24/7/ 2011



على المكشوف

قلّة  مستشفيات الأطفال ... أزمة حقيقية!

د. سلام يوسف

تعاني البلاد من أزمة حقيقية بعدد المستشفيات التخصصية والعامة، فمما يذكر أنه لم يتم بناء مستشفى واحدة وفق الأساليب العلمية الحديثة في العراق منذ ما يقارب 25 عاماً أو يزيد، وهذه الحالة تشكل صورة سلبية في التعامل لحل مشاكل الواقع الصحي في البلد كونها تشمل كل المحافظات بما فيها العاصمة بغداد ، ويبدو أن سبب هذه ألأزمة هو سوء التعامل مع معطيات مهمة جداً منها التوسع السكاني، الواقع البيئي السيئ وكذلك ما خلفته الحروب من آثار مدمرة على الواقع الصحي للمجتمع.

المعلومات الأحصائية تشير الى أن فئة الأطفال (الفئة العمرية من عمر يوم واحد ـ 15 سنة) وفي كل بلدان العالم تشكل نسبة 45% من السكان، أي بمعنى أن الفئة العمرية هذه في المجتمع العراقي تقدّر بـ 14 مليون طفل(على أعتبار أن سكان العراق يبلغ 31 مليون نسمة تقر يباً)، فهل الطاقة الأستيعابية لمستشفيات الأطفال في العراق تتناسب مع هذا العدد؟

ولو خضنا في التفاصيل أكثر سنجد أن حجم المشكلة هو أكبر من موضوع الأرقام وتوابعها،فأمراض الأطفال ذات خصوصية، فمنها الفسيولوجية ومنها المناعية ، منها الأنتقالية ومنها الوراثية وغير ذلك ، علماً أن طب الأطفال يتعامل مع فئة عمرية ذات صفة مناعية (جهاز المناعي) خاصة وكذلك ذات مواصفات خاصة بالتشخيص والعلاج والأستجابة. وحتى هذه الشريحة الواسعة من المرضى يتم تصنيفهم الى مجاميع مَرَضية فمنهم الخدج ومنهم دون الخامسة وأكثر من خمسة سنوات غير ذلك، ولكل مسمى من هذه المسميات تعامل خاص ، بل لكلٍ منها أجراءات طبية وصحية وعلاجية تختلف بأختلاف العمر،هذا ناهيك عن طبيعة المشاكل نفسها التي يتعرض لها الأطفال، فمنها جراحية ومنها باطنية وجميعاً تحتاج رعاية معينة على أيدي متخصصة بهذه المجالات تختلف أختلافاً كلياً عن أمراض الكبار.  

ولأسباب قلة المستشفيات الخاصة بالأطفال وقلة الكادر الطبي والصحي التخصصي فأن الأزمة قد تفاقمت وأخذت أبعاداً كثيرة منها متعلقة بذوي المرضى حيث أصبح هاجسهم أن لا شفاء في المستشفيات الحكومية علماً أن الأمكانيات الحكومية كبيرة الى حد توفير كل وسائل التشخيص والعلاج والرعاية الصحية التامة، ومنها ما هو متعلق بالكادر الطبي والصحي الذي يعاني الأمَرَين بسبب الزخم الهائل ، وعلى سبيل المثال، فمن المشاكل التي تواجهنا هي أنتشار الأمراض بين الأطفال بوسائل العلاج نفسها كأقنعة الأوكسجين والأسرّة المشتركة والحاضنات وصالات الولادة التي يبقى فيها حديثو الولادة عدة ساعات.

أن الحل الوحيد أزاء هذه الأزمة هو الأستفادة الحقيقية من خيرات البلاد والتعاقد فوراً لأنشاء مستشفيات جديدة (على الأقل في كل محافظة مستشفاً جديد)مع أستقدام (وبالتعاقد) كادر طبي وصحي من الخارج مع العمل وبكل أخلاص ومبدأية من أجل أعادة كوادرنا الموجودة خارج العراق شريطة توفير الأمن والأمان للمجتمع ككل وبالتالي لهذه الكوادر.

 

free web counter