| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                  الأحد  24 / 11 / 2013



على المكشوف

عمل بلا أجور ..!

د. سلام يوسف

يتفنن أصحاب الأستثمارات والأرباح الكبيرة ،والتي أساساً واردة من الأسعار المنفلتة وغياب الرقابة والعدالة في مجتمعات تسودها الفوارق الطبقية، يتفنون في جمع الأرباح الأضافية وتنويع مصادرها والتقليل(اللاشرعي) للصرفيات، وهذا هو الحاصل الأن في عدد غير قليل من المستشفيات الأهلية ،في ظاهرة جديدة بدأت أدارات هذه المستشفيات بأتباعها ،وهي تشغيل ممرضات(وربما ممرضين أيضاً) وفق أتفاق بين الطرفين كنهه أن توفر المستشفى فرصة(مكان) عمل دون أن تتحمل المستشفى الأجر المقابل لهذا العمل ،وأنما (كل وحدة وشطارتها!!)، تأخذ من المراجعين ما رضيت به نفسها وما جادت به أيادي المراجعين، سواء بالـ(كوة) أو بالـ (مروة)!

أي بؤس هذا؟
أي أسلوب غريب؟

أن هذا السلوك ينطوي على العديد من المعاني الغريبة جداً عن السمة الأنسانية والتي يجب أن تستبغ بها مهنة الطب والطبابة والتطبيب، وبالـتأكيد تتوالد هكذا مسارات شائنة في هذه المهنة ما دام قد أصيبت بداء الأستثمار والأرباح والتسعيرات المتصاعدة دوماً ،لانقول ليس من حق أصحاب هذه المشاريع أن يربحوا، ولا ندعوا الى حرمان الناس من فرصة عمل ،ولكن، تصل الأمور الى حدود أن تسلك سلوكاً يتنافى مع كرامة الأنسان وتبتز الأخر؟ ،فهذا هو العيب بحد ذاته.

ومن جملة المعاني التي أود أن أشير أليها في هذه الظاهرة هو جعل الأبواب مشرعة أمام المساومة، تدفع ،تحصل على عناية ورعاية ،أذا لم تدفع فالأهمال هو الذي ستجنيه!

ومن جانب أخر فأن هذا الأتفاق فيه مهانة للذي يمارسها حيث يبقى ماداً يده طوال فترة دوامه بالمستشفى للزبائن، ناهيك عن التسابق بين هؤلاء العاملين في أيجاد الحيل والأساليب الملتوية في الحصول على أكبر قدر من "الأكراميات"!!

لقد نقلت أدارات تلك المستشفيات بـ(تفننها) هذا، العمل، من مواقف الأشارات الضوئية والساحات والتقطاطعات المرورية الى داخل المستشفيات وبين المرضى المبتلين أساساً بحالاتهم المَرَضية ،بل وجعلوا هذا "العمل" مهنة وللأسف الشديد.

وكذلك فأن أدارات تلك المستشفيات قد نفضت عن نفسها قيود الألتزام بمرتبات هؤلاء العاملين والعاملات، على أعتبار أن كل شئ يخرج من جيب المريض وأهله ،علماً أن المريض العراقي المبتلى قد تطبع بسلوك "أنطي ترتاح" فقد توارثها عن أنحراف المجتمع وقيمه، وهذا الأنحراف عززه النظام المقبور وأحيى مثلهُ الرديئة بعد أن قضت عليها والى حدٍ ما ثورة 14 تموز 1958، في نضالها ضد الظواهر المتخلفة واللاقانونية وأعادها النظام المقبور بصورة أبشع مما كانت عليه في العهد الملكي والعهود الرجعية المختلفة الأخرى.

أن البطالة تلعب دوراً شريراً في مجتمعنا، وما يؤلم أكثر أن الحكومة غير جادة في حل واحدة من أعقد مشاكل المجتمع بل وتعد أحد مصادر الأرهاب وهي مشكلة البطالة المقيتة، وعلينا أن نشير بأصبع التساؤل :لماذا لا تُستثمر موارد البلاد الطائلة في حفظ كرامة أبنائها بتوفير العمل الشريف أزاء الجهد الشريف؟









 

free web counter