| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

 

الأربعاء 22/8/ 2007

 

 

على المكشوف

الفوز بكأس أمم آسيا
خفف الألام والأمراض

د . سلام يوسف

العديد من الأمراض النفسية والعصبية نتجت عن سياسات النظام المقبور ، وهي عديدة أيضاً تلك الأمراض النفسية والجسمانية التي نتجت ولازالت جراء الأحتراب الذي زرعته الطائفية وتمارسه قوى الظلام والصداميين ، بل وتستغله كافة العناصر والقوى التي ترى في بناء عراق فدرالي تعددي موحد تحطيماً لكل أطماعها المريضة ومصالحها الدنيئة . ولكن وبالمقابل فهناك القوى الشعبية الواسعة وجماهير الشعب الكبيرة وأحزابها الوطنية والديموقراطية تسير الى الأمام لايثنيها ما يرسمه ويخططه وينفذه الأشرار، وتصر القوى التي تحب وتؤمن بالوطن والشعب عن إن الغلبة النهائية للعراق والشعب العراقي الموحد . إن العديد من الأمراض قد أصابت المواطنين والمواطنات جراء ما تعرض له أبنائهم وبناتهم من إختطاف وقتل ، من ذبح وإستباحة ، من تهجير وإستيلاء ، وبات المواطن يعيش الهم اليومي والحزن العصيب والدموع المنهمرة ، بل راح يحلم بأبتسامة تنسيه ولو بعضاً من مأساته، ولكن من الذي يرسم له الأبتسامة ويصنع له الفرحة ، من الذي يصب الماء البارد على النار المشتعلة في قلبه، من الذي يخرجه من حالة الحزن؟ كل المحاولات فشلت ، وما من مخرج إلاّ الفرح الجماعي، فرحة الوطن والأرض والنخيل والجبال، ما من مخرج إلاّ ضحكات دَجلة والفرات ، وكان العرس الذي أقامه أبطالنا ـ أبطال أمم آسيا ـ وقد جلبوا المهر لأرض العراق الحر، فالمهر غالي وغالي جداً ولم يأت إلاً بعد العناء والجهد والرحلة المتعبة، هذا المهر حمله العراقيون جميعاً حيث أختلطت وتشابكت الأصابع والأيادي التي حملت الكأس ولم تتميز الأكف الشيعية عن الأكف السنية ، تلك المسيحية وهذه الكوردية ، المندائيين والأرمن ، التركمان والأيزديين لقد حمله العراق الواحد .
العديد من المواطنات والمواطنين وخصوصاً المكتوين بنار فراق الأحبة قد أحسّوا إن الزمن قد عوّضهم عمّا فعله أؤلائك البرابرة المتوحشين الذين إستباحوا التراب والماء والسماء والدم ، وماعادوا يشعرون بالوحدانية والأنطواء والعزلة في أروقة الدماغ المتألم، وكذلك فالعديد من المرضى لم يقعدهم المرض عن مشاركة الفرحة، وحقاً كان الفوز خير علاج للعديد من الأمراض والمرضى ، فوالله إنه أغلى الكؤوس وأعظمها فقد وحد الصفوف بدلاً من أن تفرقها لعلعات الرصاص وأصوات الموت .