| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

السبت 22/3/ 2008

 

على المكشوف

أخر صيحة
سيارة إسعاف طائفية ...!

د. سلام يوسف

صباح يوم أحد أيام السبت حينما عجت الشوارع بالسيارات المحتارة في إتجاهاتها حيث المنافذ الرئيسة في الكرادة تم غلقها بوجه المركبات، فبعض المواطنين هاموا على وجوههم عسى أن يجدوا منفذاً يوصلهم الى أية واسطة نقل،وقسم خاضوا في الشوارع وبأتجاهات عدّة،ولكن الغالب منهم بأتجاه ساحة الحرية ومنهم أنا.
وبين الفينة والأخرى تمر سيارة شرطة أو سيارة من سيارات الحرس الوطني وقد ملأت الأجواء بأصوات أبواقها محذرة،منبّهة،مستعرضة..الخ كنت قد أمضيت ردحاً من المشي على القدمين عساني أجد أي مؤشر يشير الى اقترابي من ساحة الحرية وهي مبتغاي كي أستأجر سيارة توصلني الى محل عملي خصوصاً وقد أمتلأت أملاً بعد ان سألت أحد القادمين من الأتجاه المعاكس:
ـ أخوية الله يساعدك
* اهلاً وسهلاً
ـ طريق الجادرية مفتوح من فلكة الطابقين
* أي مفتوح
ـ بشرك الله بالخير
عاجلت الخطوة فلا شئ مضمون بهذه الفوضى العارمة من الأقدام السائرة بأتجاهات مختلفة وقد بانت على السائرين علامات الأنهاك والتعب،هناك متقدم بالعمر وهذه حامل،هذا حمل طفله الصغير الذي يصرخ ربما يبحث له عن وسيلة توصله الى المستشفى وتلك تلفلف عباءتها فقد أنهكا المسير، وفي لحظة من الزمن وكل خلايا دماغي مشحوذة التفكير بكل ما حصل ويحصل ومن الممكن أن يحصل تخيلت: ربما مَن يحتاج الى اسعاف ومسعفين،وأذهلت لهول الصدفة العجيبة الغريبة حينما مرّت لحظتها وعلى عجل سيارة أسعاف بيضاء من النوع الحديث الذي إبتعاته وزارة الصحة وهي ترمش بانوارها الزرقاء والحمراء وقد تفاجأت بأن لاصوت لهذه الأسعاف،الصوت المعهود والمعتاد فقد حل محله وبأعلى تون أصوات رجال ينوحون ويتباكون ويلطمون!!
أستغربت من تفكيري أكثر حينما قف الى تساؤلاتي سوال أخر: عجباً هذه الأسعاف تسعف النائحين الباكين اللطامين فقط أم السائرين الى أعمالهم الذين أراهم لبناء الوطن.
 

Counters