| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                   الأثنين 22/10/ 2012



على المكشوف

وا... نقابتاه !!

د. سلام يوسف

في مستشفى حكومي في العاصمة بغداد مركز الدولة والحكومة يرفرف فوق سطحها علم الدولة الرسمي وعلم وزارة الصحة المعروف ،حصلت حادثة اثناء الدوام الرسمي، فيها مشهدان ،الأول، ان موظف استعلامات المستشفى ذاتها راح يصرخ ويسب ويشتم الطب والاطباء بوجه الطبيب المناوب في ردهة الانعاش لأن والدته راقدة فيها ويعتقد انها ستموت، ولكن الطبيب أوضح له أن أمه(أي ام موظف الاستعلامات حالتها مستقرة بعد أن اخذت العلاج)، فذهب الطبيب الى ادارة المستشفى ليبلغ عن تجاوز الموظف واثناء عودته من الادارة كان الموظف ينتظره(أي مع سبق الآصرار والترصد)في الممر فوجّه لكمة قوية بيده(أم المحابس) الى وجه الطبيب فسقط أرضاً واستمر يركل الطبيب الفاقد الوعي ولم يتوقف الاّ بتدخل المراجعين وذوي المروءة! علماً ان الموظف منغمس بجبروته كونه ينتمي الى كتلة سياسية متنفذة(يعني رفيق حزبي ايام البعث المقبور مع تغيير الثوب)، بالآشعة ظهر ان الطبيب تعرض لحالة ارتجاج مخ.

المشهد الثاني لايقل اساءة واستخفافاً حينما رفض ضابط شرطة المستشفى اخذ اقوال المصاب ،في حين ان المتعارف عليه محلياً ودولياً بل من واجبات(حماة القانون)ان يأخذوا اقوال المصاب أذا كانت حالته تسمح بذلك. وهذا دليل قاطع على ان هذا الضابط(ياوزارة الداخلية)متعاطف مع كل من لايحترم القانون والعلم ،بل ولاحتى الانسانية.

الطبيب عضو نقابة الآطباء العراقية / وا... نقابتاه ..

الطبيب انهى ثمانية عشر عاماً بالدراسة والتعب والجهد / وا ...تعباه..

الطبيب مواطن عراقي حقوقه يصونها الدستور الدائم وقد انتهكت / وا ..دستوراه

اين كرامة الانسان والطبيب في بلد العجائب؟ لم نسمع لحد الان أي بيان أستنكار أو شجب من قبل نقابة الاطباء أو منظمات حقوق الانسان ،ما هو موقف دائرة المفتش العام في وزارة الصحة؟ وما هو موقف وزارة الداخلية من هذا الضابط المتقاعس عن عمد في تنفيذ واجبه؟

الاّ توجد وسيلة أخرى يمتلكها هذا الموظف للتعبير عن حبه لأمه وحرصه على صحتها؟ ام انها شريعة الغاب التي تحكمنا؟ شريعة القتل والذبح على الهوية والاستهتار بكل القيم الادبية والعلمية والقانونية والانسانية ؟ من الذي يضمن ان هذا الطبيب(واقرانه) سيبقى يمارس مهنته في هذا الوطن الذي لايحمي قانونه رجال القانون من سوء سلوك العابثين مثل موظف الاستعلامات؟ والاستعلامات دوماً هي واجهة أية مؤسسة ،فما بالك يعمل فيها موظف محترف القتل كهذا؟

وكما تشير الاخبار فأن الاعتداءات على الاطباء تتكرر باستمرار وفي العديد من المستشفيات، فقد حصلت مرات عديدة في مستشفيات البصرة والتي أضطر أطباؤها الى اعلان الاعتصام، وكذا الحال في مدينة الطب في بغداد وغيرها من المستشفيات.

ان هذه الامور ان دلت على شئ انما تدل على مدى الاستخفاف بحق الانسان في بلدنا مهما كان المسمى الذي يعمل فيه ومادام الفصل العشائري أخذ يزيح تطبيق العقوبات القانونية والحق العام.

أقولها ،إن بقي الحال على هذه الشاكلة فالبلد سائرٌ الى الافلاس من العلماء والاطباء وذوي الشهادات ليسود فيه شراذم القتل والجور والفجور،ليتسيد فيه الجهلة وشذاذ الافاق ،وحينها سيصرخ كل الطيبين وا... وطناه !!


 

free web counter