| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

 

الجمعة 21/9/ 2007

 

 

على المكشوف

لايوجد الأن من يحميكم ـ إحموا أنفسكم!!
 

د. سلام يوسف

في أغلب بلدان العالم المتقدم توجد جمعيات أو نقابات أو تجمعات أو لجان أو منظمات تعمل تحت عنوان رائع وجميل ألاّ وهو (( حماية المستهلك )) ، وإن الشركات أو الجهات المنتجة تحسب الحساب لمثل هذه الجمعيات أو اللجان ، بل وتخشى مراقبتها ومتابعتها إذ إن دساتير دولها ضمنت الحقوق الصحية لكل مواطن وبالتالي تأتي القوانين في خدمة صحة المواطن وتحميه ، وفي خدمة المستهلك بشكل عام ، وإن تلك القوانين بمستوى من الصرامة بحيث تعلن بعض الشركات والجهات المنتجة عن إفلاسها في حالة مخالفتها للقوانين والضوبط .
أما في البلدان المستهلكة فنلاحظ إختفاء مثل تلك المنظمات والجمعيات ، وهي وإن وجدت فهي مشلولة وربما تتحكم فيها رساميل الشركات العالمية أو حتى الشركات الوسيطة المحلية ، والكارتلات الطفيلية ، أي إن إسمها ( جمعية حماية حقوق المستهلك ) ولكن بالحقيقة هي بعيدة كلياً عن تلك الحقوق وعن المستهلك . لذا فأسواق ألبلدان المتخلفة والنامية أو المستهلكة للأنتاج الأجنبي مملؤة بشتى أنواع المنتجات وخصوصاً الغذائية التي لاتحكمها الضوابط المطلوبة .
ونحن هنا في العراق، وبالظروف التي نعيشها والتي تمتاز بالفلتان الحدودي ( إن صح التعبير ) وبفقدان الضوابط التجارية التي تحكم المواد الغذائية ، وكذلك شلل نشاطات أجهزة الرقابة مع عدم تفرغ مراقبي تنفيذ القوانين لملازمة فرق التفتيش الخاصة بالمواد الغذائية حين القيام بجولاتها .
إن أسواقنا تعج بشتى المواد الغذائية المعلبة وغير المعلبة ، المكيسة وغير المكيسة ، المكشوفة وغير المكشوفة، مواد لاعد لها ولاحصر ، ومن مصادر عديدة ، وهناك منتجات مجهولة المصدر ، و إنها في كثير من الأحيان ليست رديئة الأنواع أو منتهية الصلاحية أو ظروف خزنها غير صحية فحسب، بل (( وهنا المصيبة )) ـ تحمل الجراثيم المسببة للأمراض الخطيرة .
عزيزي المواطن الكريم : ربما أنت لاتعرف بل لايفسحوا أمامك السبيل لأجل أن تعرف ، وفي كثير من الأحيان يكتنف التعتيم والغموض المقصود حول أغلب المنتجات التي تعرض للأستهلاك البشري(والمنتجون هم أدرى هل فعلاً إن منتجاتهم صالحة للأستهلاك البشري أم لا ) ، والأغرب من كل ذلك فإن كل المواد الغذائية هذه تراها معروضة في كل الأماكن ، ومع ما تقوم به بعض الفرق التفتيشتة المخلصة و ما يقوم به مركز بحوث التغذية وكذلك في بعض الأحيان ما يرصده الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية من تلك المواد غير الصالحة ، تجد أن الكثير من المواطنين يصرون على شراء وتناول هذه المواد ، إمّا لتدني أسعارها أو لجهل المستهلك نفسه .
لذا فيا عزيزي المواطن ، فما دمت بلا حماية من قبل الأجهزة التي من الواجب أن تحميك ، ومادمت غير مطّلع على كل التفاصيل ، فالواجب أن تحمي نفسك وتحمي عائلتك وتمتنع من تداول هذه المواد ، بل من واجب المثقف أن يشرح للبسطاء فحوى هذا الكلام : أحموا أنفسكم ياأيها الناس … فالمستغلون لايحموكم بل يحمون أنفسهم وجيوبهم !
فيلسوف عظيم قال في يوم :
(التاجر من أجل الربح مستعد أن يصعد الى حبل المشنقة بنفسه )