| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأحد 20/1/ 2013



على المكشوف

أحـــــــــــلام اليقظة

د. سلام يوسف

عبرت الساعة الثانية عشر ليلاً فبدأ العام الجديد بدقائقه الاولى، ولكلٍ منّا أمنياته، وبما أني طبيب اكابد مع أبناء شعبي معاناته الصحية ،وبين أنا يقظان ،حلمت أحلاماً طافت بي بعيداً ولم أصحو الاّ وقد مرّت بضع ساعات من اليوم الاول في العام الجديد.

حلمت أن تكون مستشفياتنا نظيفة ،أنيقة ،لا ارى المتجمهرين عل باب الطبيب ،ولا مَن يبحث عن مضمد ولا من ينتظر أسابيع ليحين دوره للمفراز او الرنين ،ولا ارى الاوساخ في الممرات ،لا أرى المدخنين أو أعقاب سكائرهم في أروقتها، ولا أرى مَن  يبصق على الارض ولا من يتحدثون بالأصوات العالية، الصور المعلقة  على الحيطان صور العراق والطبيعة الجميلة.

 حلمت بمراجعي مراكز الرعاية الصحية وقد حصلوا على نصيبهم من الفحص الطبي وأخذوا العلاج الذي يكفيهم ويستحقونه، وأن يلاقون المعاملة ذاتها من قبل نفس الطبيب حينما يراجعونه في عيادته الخاصة، وان تصبح ثقة المواطن بطبيبه قناعة لاتهتز.

وأن أطفالنا في المدارس لايعودوا الى بيوتهم حاملين أمراضٍ شتى.

وأن كل المؤسسات الكبيرة الحكومية وغير الحكومية أن تُنشأ حضانة لأطفال الموظفات والعاملات.

وأن الاخوان أصحاب "الدكاكين الطبية" لايأخذون مكان الطبيب والصيدلاني والمضمد بنفس الوقت، الخبرة مهمة نعم ولكن الدراسة الاكاديمية لها أستحقاقها المهني.

حلمت ان لايكون المواطن سلعة يتاجر بها سماسرة الطب ،ولا أن يغادر الصيدلية بوجهٍ عابس بسبب غلاء العلاج وقبلها أرتفاع الكشفيات في العيادات!

حلمت أن كل الصيدليات يديرها ويشرف عليها صيدلانيون، خريجو كلية الصيدلة.

حلمت ان لايجعل الجراح مريضه مصدراً للثراء وأنما ما يقدمه من خدمات إنسانية هي مصدر نشوته وثرائه.

وأن المستشفيات تتعامل مع المريض أنسانياً وليس دينارياً!

حلمت ان تختفي ظاهرة تخصيص نسبة(قمسيون) للاطباء من قبل المختبرات وأن يكف المعنيون عن هذا السلوك الشائن.

حلمت أن تقوم الجهات الرقابية بدورها الصحي والانساني وتكون الاداة النزيهة في حماية صحة المجتمع.

حلمت أن تصل سيارة الاسعاف بأسرع وقت لإنقاذ المصاب وأن تكون السيارة مسعفة لحياته حقاً.

وان تكون شعب الطوارئ فيها من المتخصصين بالكم والنوع بما يكفي الاحتياج اليومي.

حلمت أن تختفي ظاهرة بيع الاعشاب الطبية من قبل العطارين وأنما من قبل  الذين تجيزهم وزارة الصحة، وأن ننتبه الى خطورة(صيدليات الارصفة)وأستعمال الادوية العشوائي.

حلمت بوعي صحي حضاري يسيطر على قناعات الناس بدلاً من المعتقدات الخاطئة والخرافية، وان لايجد المشعوذون أرضاً خصبة يمارسون فيها ضحكهم على الناس مستغلين أضعف حلقة في سلسلة الحياة.

وحلمت أن تكون أجوائنا نقية لاتسبب حساسيات التنفس جراء ما تنفثه المولدات.

وماء الاسالة لايسبب الامراض المعوية،

وان المريض العراقي لايلقى حتفه جراء تلوث العمليات الجراحية أو تموت الحامل وجنينها وهي قادمة من قريتها الى مستشفى المدينة.

وحلمت بأنقاذ المجتمع من آفة المخدرات وحبوب الهلوسة.

وأن يُرقى بالخدمات الصحة التي تقدم لذوي الأحتياجات الخاصة ،وأن تزدهر دور شديدي العوق والعجزة.

حلمت ان لا يبحث العراقي عن سبيل لعلاجه خارج حدود الوطن.

وأن تتجدد مناهج الدراسة في كليات الطب وان ترتقي كفاءة الخريجين.

حلمت بتأمين صحي للمواطن والمجتمع تؤمنه الدولة وفق ما اقره الدستور.

حلمت أن يأتي اليوم الذي ارى فيه بلدي معافى من الامراض جميعاً بما فيها مَرَض الطائفية.

 

free web counter