| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأحد 20/11/ 2011



على المكشوف

غياب التوعية الصحية في الأعلام الرسمي!

د. سلام يوسف

المتتبعون للأعلام بشكل عام والأعلام الموجّه بشكل خاص يلمسون فقدان أداة فعاّلة طالما لعبت دوراً مهماً في التوعية الصحية في كل المجتمعات، بل أن غيابها ترك أثراً كبيراً نشأ عنها مستوى ضعيف جداً من الوعي الصحي أفضى الى عودة الروح لكثير من الممارسات المتخلفة  كالشعوذة والدجل.

فلايمكن لأي بلد أن يؤمّن مستوى صحي جيد لشعبه دون أن يطبّق البرامج الصحية المتفق عليها عالمياً والصادرة عن منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، وهذه البرامج هي الأدوات التنفيذية للسيطرة على الأمراض المتنوعة من خلال مكافحتها والحد من أنتشارها، وتلعب التوعية الصحية المحور الرئيس في هذه السيطرة، هذه التوعية هي من حق الشعوب كما نصت دساتير بلدانها ،وأن هذه الحقوق بحاجة الى رصد أموال ضمن الموازنات الوطنية وهي بطبيعة الحال ليست أموالاً قليلة بل يجب (أوهكذا يتطلب الحال) رصد مبالغ أو نسبة من ميزانية الدولة، يمكن من خلالها تغطية كافة الأنشطة التي تتعامل  مع متطلبات الصحة العامة، دون أغفال التهيؤ لمواجهة كل أذرع الفساد المتوقعة وقطع دابرها.

وهنا يبرز دور النظام القائم في هذه المهمة وطبيعته والقوى التي تسيّره بالتضامن ومساندة المنظمات غير الحكومية، ويزداد حجم التوعية الصحية بقدر ما يتم التخطيط له والعمل على تنفيذه،مستخدمين كل الوسائل الأعلامية والتعبوية كالأعلام المرئي والمقروء والمسموع والفرق السيارة والزوار الصحيين وأشراك الأتحادات والنقابات والجمعيات والروابط وغير ذلك. فكم تخصص وسائل الأعلام الرسمية العراقية الأن من مساحات بثها للأعلان التعبوي الصحي ،وكم يجتهد أعلام وزارة الصحة في تنفيذ خطته؟ كم هي النسبة بين الأعلان بهدف التوعية الصحية الى الأعلان بهدف مناقصة أو مزايدة أو أعلان تجاري خاص بالوزارة؟

لقد آن الأوان أن تخرج منظمات المجتمع المدني كافة وكذلك الأحزاب المشاركة بالعملية السياسية أضافة الى رجال ودور العبادة، من أسوارها ومن برامجها المعلومة ومن ديدنها الثابت،أن تخرج الى الفضاء الأرحب، فضاء المساهمة الفعلية في بناء البلد والمساهمة الحقيقية في بناء الشخصية العراقية، وهذا ليس بالغريب كون الكثير من الشعوب التي بدأت متأخرة ولكنها تجاوزتنا في التقدم والبناء سواء على المستوى الفردي أم الجمعي.

نحن بحاجة الى ثورة حقيقية بالمعرفة والسلوك الصحيين، نحن بحاجة الى ضخ أكبر قدر ممكن من المعلومات الصحية بين المواطنين وبشكل مستمر وخصوصاً بين أبناء شعبنا في المناطق الريفية والنائية.

نحن بحاجة الى الأهتمام الجاد بالمناهج الدراسية التي تتبنى نشر الثقافة والمعلومات الطبية والصحية ، نحن فعلاً بحاجة أكيدة الى القضاء على دكتاتورية الأمراض!

لذا فالحل الأمثل أمام وزارة الصحة هو أعداد خطة قابلة للتنفيذ تشرك فيها كافة العناوين من أجل النهوض بالوعي الصحي العراقي الذي يمتاز بتضاريس قل مثيلها بين شعوب الأرض.

 

 

 

 

free web counter