| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

الأثنين 20/9/ 2010



على المكشوف

أين هي
الصناعة الدوائية الحكومية ؟

د. سلام يوسف

واحدة من منجزات ثورة 14 تموز الوطنية التحررية اقامة صناعات وطنية ساهمت بشكل فاعل في أرساء أسس بنى تحتية بمختلف فروع التصنيع وبمساعدة الدول الأشتراكية حينها،ومنها الصناعة الدوائية والمتمثلة بمعامل ومصانع أدوية سامراء ومعامل ومصانع سوائل الزرق الوريدي في الموصل وغيرها،ونتيجة لتشييد مثل هكذا صروح وطنية فالوطن تحررمن قيود شركات صناعة الأدوية العالمية المتمثلة بالأسعارالباهضة والأحتكار،ناهيك عن ولادة ونمو شريحة واسعة من العمال المتخصصين.

ومن المعروف في العراق وخارجه ان الأنتاج العراقي الدوائي قد أحتل مكانة مرموقة بين تصنيع الأدوية حتى على المستوى العالمي لما أمتاز به من مواصفات عالية الجودة نتيجة أستخدام مواد أولية ذات نوعية ممتازة في تصنيعها أضافة الى التقييم المستمر للأنتاج وبالتالي فالقوة العلاجية لمثل هذه الأدوية كانت متميزة.

التآمر على هذه المنشآت الوطنية العملاقة بدأ مع بداية التآمر على ثورة 14 تموز وكانت أفضل صورة لهذا التهديم ما قام به النظام الدكتاتوري البائد من تجيير كل ركائز هذه المنشآت لصالح سياساته العدوانية العسكرية وغاياته المريضة فرّحل العلماء والخبراء والمختصين منها الى مراكز بحوث وأنتاج الأسلحة الكيمياوية والجرثومية،وقطع أمدادات المواد الأولية الداخلة في التصنيع الدوائي الى أمدادات جرثومية وكيمياوية،وعملياً فقدت هذه المصانع مواردها الأولية في أستمرار التصنيع وهبط الأنتاج الى أدنى مستوياته مفضياً الى تسريح أعداد ليست قليلة من العمال وكذلك افساح المجال أمام القطاع الخاص(غير المبرمج)للعمل بأتجاهين،الأول التصنيع المحلي والذي هو بعيد كل البعد عن المواصفات الدوائية العالمية ويُصنّع لأغراض تجارية، أما الأتجاه الثاني فمتمثل بأستيراد الأدوية من الخارج وبأسعار باهظة جداً فالأرباح هنا تكون مضاعفة،وفي كلتا الحالتين فذوي الأموال الأستثماريين الأحتكاريين هم المهيمنين الفعليين على أهم مرفق من مرافق ديمومة الحياة وصحة المجتمع ألاّ وهو توفير الأدوية والمستلزمات الطبية.

لقد خربت سياسات الحكومات المتعاقبة هذه الصُروح وجعلت الأسواق العراقية(علوة) في مزاد الأدوية وخلقت أجواء نفسية لترويج بضاعة أما ذات نوعيات رديئة وبأسعار مقبولة أو ذات نوعيات جيدة وبأسعار باهظة جداً.
والأن وبعد مرور أكثر من سبعة سنوات على أزالة النظام الفاسد ما هو مصير الصناعة الدوائية الوطنية الحكومية؟

أن هكذا صناعات عملاقة تحتاج الى أدخالها في الخطط التنموية،ولكن أين هذه الخطط من النزاع على السلطة وأحتلال الكراسي،بل اين هي صحة المواطن العراقي من هموم الذين (فازوا بالأنتخابات)؟

 

free web counter