| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

الأحد 1/11/ 2009



على المكشوف

خطوة أولى صحيحة تحتاج
خطوات أخرى

د. سلام يوسف

لا نظن أن وزارة الصحة قد تفاجأت بحصول حالات الأصابة بالأنفلونزا الوبائية فمنذ عام والمرض يعبث بين البشر في كل أرجاء المعمورة ،ووكالات الأنباء لا زالت تتناقل أخبار المرض وكل ما يتعلق به وبشكل يومي ،وعليه فمن غير المعقول الأفتراض أن وزارة الصحة في منأى عمّا يدور حولنا من تهديدات مرضية والتي تستوجب التحضيرات الكافية بما فيها طرح الموضوع وكل مخاطره أمام السادة أعضاء مجلس النواب وبالتالي ستضطر الحكومة الى تهيئة كافة المستلزمات التي تحتاجها أستعدادات وزارة الصحة وحينها لا أحد يلوم الوزارة، وبالمقابل فلا أحد يعذرها وهي تستصرخ النجدة حينما تحل الكارثة دون أسكتمال الأستعدادات فيما لو لم تفعل ذلك.

في عامي 2006 ـ 2007 جهزت وزارة الصحة المستشفيات العامة بكل ما له علاقة بأنفلونزا الطيور من عدة الحماية الشخصية(البدلة الكاملة، نظارات خاصة، كمامات عادية وكمامات فلتر،غطاء رأس، واقية أحذية كفوف خاصة)،أضافة الى علاج المرض وهو الـ (تامي ـ فلو)، سوائل وريدية وأجهزة أخرى.وبقيت هذه المواد في مخازن المستشفيات دون أستعمال لأن أنفلونزا الطيور لم تنتشر في العراق بل لم تسجل حالة واحدة تستدعي أستعمال تلك الأجهزة والمواد وهي بأعداد ليست قليلة هذا اضافة الى توجيه أدارات المستشفيات بتوفير ردهات العزل. 

وفي تحضيراتها لمواجهة أنفلونزا الخنازير قامت وزارة الصحة قبل أشهر قليلة بجرد تلك المواد  أضافة الى متابعة أحوال ردهات العزل فكانت النتيجة كالأتي:

1.  أغلب المستشفيات ليس فيها ردهات تنطبق عليها مواصفات "العزل".

2. نقص شديد بعدة الحماية الشخصية أضافة الى حصول عبث وأستعمال لقسم من تلك المواد لغير الغاية التي جُهزت لأجلها، أضافة الى الضرر الذي حصل لجزء أخر جراء سوء الخزن أوغير ذلك.

3.  نقص بأجهزة التنفس الأصطناعي .

4.  نقص شديد بالوسط الناقل للفيروس.

وأزاء ذلك بدأت سيول الكتب الرسمية تتوالى من أجل توفير ردهات العزل ومتابعة المواد والأدوات المطلوبة وتعاقبت الزيارات التفتيشية ورمي الكرات كلٍ بملعب الأخر.  

وما كانت النتيجة ؟

النتيجة هي أن المستشفيات غير قادرة على مواجهة ما هو محتمل من تفشي لوباء الأنفلونزا الوبائية كواجب اضافي لمهامها اليومية مضاف الى ذلك أمكانية المستشفيات لأستقبال ضحايا التفجيرات الأرهابية.

والأنكى من كل ذلك هو جعل مختبر الصحة العامة المركزي المختبر الوحيد في كل انحاء العراق ، مرجعاً لفحص نماذج المسحات التي تؤخذ من المشتبه بأصابتهم أو من هم مصابين فعلاً وبكل تأكيد وأرتباطاً بما ورد أعلاه فالأعداد ستكون كبيرة جداً،فكيف قرر المسؤولون في وزارة الصحة الأعتماد  على مختبر واحد ليجري فحوصات نماذج من المتوقع أن تصل الى مئات بل آلاف؟

هذا ناهيك عن الأغفال غير المبرر لتوعية المواطنين وبالتالي حصلت حالات غير قليلة من الفوضى والرعب بين المواطنين حينما حصل الأشتباه بأكثر من حالة.


 

free web counter