| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                  الأحد  1 / 12 / 2013



على المكشوف

دعوى قضائية صحية!

د. سلام يوسف

السادة المحترمون قضاة المحكمة الاتحادية

نحن المتضررون أطفال وشيوخ ،بنات وأبناء العراق نرفع شكوانا هذه، ضد الجهات المعنية في الحكومة العراقية ،حيث أبتلينا بسلسلة أمراض اضطررنا بسببها أن نبذل أموالاً طائلة، لا يعلم الا الله، كيف"دبرناها"، من أجل الشفاء منها وما زلنا ،جراء الأمطار التي هطلت على البلاد ،وبدلاً من أن تكون هذه الأمطار عوناً لنا في هذه الحياة القاسية، لكنها كانت وبالاً ،حيث طفحت مجاري المياه الثقيلة واندمجت مع مياه الأمطار ودخلت الى بيوتنا وشققنا وأغرقت "صرايفنا "ومعها شتى أنواع القاذورات ناقلةً ألينا كل الأمراض المتوطنة وغير المتوطنة.

فالمصابون بالتهاب الكبد الفايروسي والأمراض الجلدية والمعوية والتنفسية بالآلاف حينما تعرضوا الى التلوث المباشر وكانت الصورة المأساوية باجتياح آلاف القوارض وملايين الحشرات الى سقوف وحيطان وعلى أرضيات الهياكل التي نعيشها، والأخبار تنذر بانتشار عدد من الأمراض الخطيرة.

لقد تعرضنا للأذى الجسدي والنفسي جراء ما اقترفته دوائر الحكومة من إهمال شديد وتلكؤ في أنجاز المشاريع وإحالة البلد الى تلولٍ من الأطيان والى حفريات كبيرة، ليس هذا فحسب فقد حصلت حالات من الصعق الكهربائي التي ما كانت لتحصل لولا وجود شبكات خطوط كهرباء عتيقة وأعمدتها المتهرئة.

لقد تم الإعلان عن تعويضنا بالأموال فهي لا تشفي غليلنا ،أنها ملايين يُراد بها إسكات أصواتنا وكم أفواهنا وصم آذاننا وغلق عيوننا كي يبقوا هم على فسادهم الإداري والمالي والمهني بل وحتى الضمائري!

ان الواقائع أقوى برهان والصور التي ملأت الدنيا، خير دليل، على المآساة التي نعيشها جراء هطول الأمطار(الأمطار التي تفرح لها الشعوب)، فقد أبكتنا لأننا خسرنا ما نملكه من أثاث وحاجيات منزلية والمآوى المتواضع، الأموال لا تُرجع الذي صُعق، الى الحياة ،ولا تُعيد الفرحة الى قلوبنا فقد هُدّمت بيوتنا دون أن يطلقوا قذيفة واحدة ،الملايين أيها السادة ستصل (إن وصلت) ـ "فلسانات" ـ فاللصوص منتشرون بين ثناياهم.

السيول جرفت مدارس الطين، السيول جرفت أحياء(التنك)، وإذا كان السادة في المنطقة الخضراء لا يعرفون ما هي أحياء(التنك) ،فليذهبوا يرونها ويشاهدون حجم المآساة وهي ليست بعيدة عن مركز بغداد.

وعليه يا سادتنا القضاة، نحن لا نقبل بأقل من استقالة هذه الحكومة المحاصصاتية الطائفية والإثنية وان يعيد هؤلاء المسؤولين أموال الشعب التي أخذوها دون وجه حق بحكم المنصب فقد ثبت فشلهم في تقديم الخدمات للشعب وهو جوهر عملهم، فالشعب ماضٍ عاجلاً أم آجلاً نحو انتخاب حكومة جديدة مؤلفة من وزراء ومسؤولين يحملون هوية أحوال مدنية عراقية وطنية لا تحتوي على حقلي القومية والديانة!






 

free web counter