| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

الثلاثاء 1/2/ 2011



على المكشوف

توجيه سليم ولكن ...!

د. سلام يوسف
 

عممت دوائر الصحة بموجب كتاب الوكيل الأقدم لوزارة الصحة في بداية شهر كانون أول 2010 توجيهاً يقضي " بعدم تكليف عمال التنظيف والغسيل بأعداد وتحضير وتقديم الأطعمة في المستشفيات، وذلك للسيطرة والحد من أنتقال الأمراض".
أجراء بكل المقاييس سليم وهو أجراء يُفترض أن تقوم به المؤسسات الصحية المعنية دون الحاجة الى توجيه من أي مسؤول، ولكن في جميع الأحوال فأن التعامل مع المعطيات أفضل من الوقوف منها موقف المتفرج، لذا نرى أنه نوجيهاً جيداً في هذه الظروف التي تشهد حالات أستثنائية خارج نطاق المعقول والمقبول ومنها وجود وزيادة أعداد العاملين(الأجانب/في مجال التنظيف والغسيل)في المستشفيات والمؤسسات الصحية المختلفة ناهيك عن الأوضاع الصحية والبيئية المتردية أصلاً والتي هي حاضنة جاهزة لتفشي الأمراض والأوبئة.
أن هذا التوجيه بالتأكيد لم يأتِ من فراغ بل يبدو أن الوكيل الأقدم قد تيقن من وجود خروقات وقائية مما أضطره لأصدار هكذا توجيه في حين أن المفروض أن يتم على الواقع ما يلي:ـ
1. أن كل شغيلة المؤسسات الصحية (وخصوصاً شغيلة التنظيف والغسيل ومعدّي وموزعي الطعام) يجب أن يخضعوا الى الفحوصات الطبية الروتينية لأثبات خلوهم من الأمراض الأنتقالية في صيغتيها المزمنة وحاملي المرض.
2. يُفترض ان هناك ممن هم يعملون في المطابخ يخضعون للرقابة الدائمة من قبل أدارات المؤسسات التي يعملون بها ، أضافة الى وجود كادر مختص بتقديم وتوزيع الطعام خصوصاً اذا عرفنا ان أنواع الأطعمة التي تقدّم تستند الى أرشادات الطبيب المعالج.
3. أن التوجيه يتطرق الى هدف (الحد من أنتقال الأمراض)ولكن هل عمال التنظيف والغسيل هم العقدة بالموضوع؟ أم هناك منافذ كثيرة تسبب أنتقال وأنتشار الأمراض في المؤسسات الصحية، فنرى أن الموضوع أبعد من هؤلاء المشتغلين بهذه الأعمال أذ أن العقدة الأهم هو أن أغلب المستشفيات قديمة جداً وأن أهم مفصل فيها هو الصرف الصحي الذي يعاني من مشاكل حقيقية، لذا ورغم كل حملات الترميم التي تشهدها المؤسسات الصحية ألاّ أنها تبدو لنا أجراءات شكلية دون حل جذري للمشكلة، والمتمثل بأعادة تأهيل هذه المؤسسات اضافة الى بناء مستشفيات جديدة.
4. أن النظام الصحي العالمي حالياً يعمل بمبدأ التخصص العلمي وأن علم أدارة المستشفيات أصبح واقع ملموس في العراق منذ أفتتاح أقسام دراسة هذا التخصص وتخرج أعداد لابأس بها من المختصين بأدارة المستشفيات وهذا يعني أننا نقف على بعد مسافة قريبة من التطورات العالمية في الأدارة ولكن بنفس الوقت بعيدين جداً عن الأداء الناجح، وعليه فأن علم أدارة المستشفيات يشمل كل مفردات العمل اليومي بما فيها نظافة وتعفير وتعقيم المؤسسات ونوعية الطعام المقدم أضافة الى آهلية المشتغلين بهذه الأقسام الحيوية من المستشفيات.
5. المتابعة مهمة بعد توفير كل الضوابط والشروط لأنجاح مثل هكذا مهمات تتعلق بصحة المواطن وأعتماد أسلوب المحفزات والمباريات بين المؤسسات .
6. أنه توجيه سليم ولكن يجب توفير الحلول والبدائل العملية السليمة قبل أصداره، بعيداً عن أسلوب الترقيع واصدار التعليمات فقط.



 

free web counter