| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

 

الأحد 1/7/ 2007

 

 

على المكشوف


طبيب ...قفاص !!


د . سلام يوسف

مما يؤسف له إبتلاء العراقيين بالعديد من الآفات الإجتماعية والتي نبتت وترعرعت ونمت وطرحت ثمارها السامة بفضل سياسة النظام المقبور، وها هي اليوم تنفث بروائحها النتنة وتزيد من إبتلاء العراقيين إبتلاءً، فالإحتلال والإرهاب والفوضى قد حلّوا محل نظام صدام البائد برعاية هذه الآفات رغم إختلاف الأسلوب والآلية بل أصبحت الأن أكثر وضوحاً وحتى إنها تجاهر بوجودها وفي وضح النهار . من هذه الآفات الخداع، السرقة، السطو،التسليب،الخ والأن وبفضل الإرهاب المنظم وغير المنظم أصبح القتل على الأسم والهوية من شيم هؤلاء المجرمين !.وكما يبتدع المختصون الأسماء والمسميات كالسيارات فيطلقون عليها ألقاب منوعة مثل (البطة، الأرنب، دولفين ..الخ) وكما يطلقون الألقاب على الهاتف النقال مثل (دمعة، الذكي، دب، فرخ دب، همر ..الخ) فالتقليعة وصلت أيضاً لتلك الآفات اللعينة فأضحت ألقابها مثل (علاس، صكاك، قفاص ...الخ)،وما يهم موضوعنا هو لقب ـ قفاص ـ والذي يعني القيام بعملية الإحتيال المحكم والكامل والإجرائي وإدخال الضحية في قفص الجاني ليستلبه،وبالدرجة الأساس إستلاب المال،وطبعاً فإن غالبية هؤلاء الضحايا من الناس البسطاء، الذين لاحول لهم ولاقوّة،بل هم من الناس الذين لايعرفون الغش واللف والدوران وكما يقولون (من أهل ألله).وسواء إتفق المعنيون بشؤون دراسات المجتمع وظواهره معي أم لم يتفقوا فإن هذه الآفة والظاهرة ونقولها بكل مرارة قد وصلت الى بعض العقد المهمة في المجتمع والتي يعوّل عليها، فقد وصلت الى شريحة المثقفين وذوي الشهادات،وصلت الى (بعض) هؤلاء الذين يُفترض إنهم لايمكن إصابتهم بمثل هذه الأمراض بأعتبارهم محصنون ضدها، ومن هؤلاء قيام بعض الأطباء بتوزيع كارتات عياداتهم على المرضى الراقدين بالمستشفى!! نعم هذا ما حصل على حد علمنا على الأقل في بغداد، والله أعلم ماذا يحصل في محافظات أخرى،إن غاية هذا (الزميل الشهم!) وكما واضح هو التقفيص على هؤلاء المساكين والتلاعب بمشاعرهم وعقولهم من أجل الكسب الرخيص. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، أمن المعقول أن يصل طبيب الى مثل هذا المستوى المتدني مستغلاً ظروف المرضى الضعفاء ويستغل بؤس الحياة التي يعيشونها، فما فرق هذا (الطبيب) عن محتال في أحد الأسواق أو في أحد الأماكن التجارية ؟ إن مثل هؤلاء الأطباء (آملين أن يكونوا على عدد أصابع اليد) قد تسللوا الى المهنة الإنسانية في غفلة من التأريخ، هذه الغفلة أوجدها النظام المقبور وأبقاها بل ورعاها الظرف الذي يمر به االوطن،إن مثل هؤلاء(الزملاء) غريبون عنّا نحن معشر الأطباء وقد أقسمنا بالشرف والضمير أن نسهر على راحة المريض وخدمته وأن نكون معه صادقين ومخلصين.