| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

 

الأربعاء 19/9/ 2007

 

 

على المكشوف

الإنسان مهان ! ياوزارة حقوق الإنسان !!


د. سلام يوسف

من (( الإنجازات !)) التي حققها النظام المقبور هو زيادة فقر وعوز الكثير من العوائل التي حرمها بسياساته اللاإنسانية سواء الحروب منها أو التهجير أو التجويع أو المطاردات أو التقتيل و..الخ ، حرمها من أبسط حقوق الإنسان التي كفلتها التعاليم والأعراف الدينية والدنيوية ، ومنها حق ضمان السكن . السكن اللائق بالإنسان كإنسان ، فهذا ما نصّت عليه المادة الخامسة والعشرين من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والصادر في العاشر من كانون أول عام 1948، وما نصت عليه المادتين 19و20من وثيقة حقوق الإنسان في الإسلام ، إضافة الى الكثير من المواثيق والعهود الدولية والإقليمية ، وكذلك ما شرعته دساتير غالبية بلدان العالم ومنها العراق .
فبعد زوال النظام وإنهيار مؤسسات الدولة بالكامل وإستباحة كل الممتلكات العامة بعد حرقها ، أحتّلت المئات من العوائل الفقيرة المعوّزة الغالبية العظمى من تلك الممتلكات لأنها فقدت الأمل بحصولها على سكن ، ولم تعد لها ثقة بالحكومات مهما تنوعت أو تعددت وراحت تعتمد على نفسها بالحصول على ما يأويها حتى ولو عنوة وعلى رغم أنف الحكومة ! . ومن تلك الأماكن هيكل بناء أُريد له أن يكون مركز الأمراض النفسية والعصبية في الكرخ في المنطقة المقابلة لمنطقة المعالف في الشارع المسمى (( قطر الندى )) ، وكذلك بناية قيادة القوة الجوية في المسبح ، وأيضاً دائرة المخابرات العامة في الحارثية ، وغيرها عشرات الأبنية .
هذا في بغداد ، وكذلك هذا ما حصل للمؤسسات الحكومية في باقي المحافظات !
كل هذه الأماكن نزحت إليها العوائل التي حرمها النظام المقبور من أبسط حقوقها التي نصّت عليها المواثيق والعهود والتشريعات التي ذكرناها أنفاً ، ومما يؤسف له وما يشعل اللوعة في الضمير والقلب هو إن كل تلك الأماكن وبعد تدميرها لم تعد صالحة لسكن الإنسان فيها ، فقد تحولت الى خرائب لايمكن أن تأوي إليها الحيوان فكيف البشر ؟! ، لاسقوف ، لاجدران ، لامرافق صحية ، لاماء ، لاكهرباء ، لا وسائل صرف صحي ، وأصبحت تلك الأشباح السكنية لاتحمي من شمس وحرارة صيف ولامن زمهرير وأمطار الشتاء ، هذا فضلاً عن شبح الأمراض الأنتقالية الفتاكة تلوح بالأفق كالكوليرا .
زيارة واحدة تقوم بها لجنة مشتركة من وزارات الصحة ، البيئة ، الإسكان والتعمير ، الشؤون الإجتماعية ، ووزارة حقوق الإنسان ، تكفي للقيام بحملة إسكان نساء وشيوخ وأطفال هذه العوائل المغدورة ، إنها أهانة ما بعدها أهانة للأنسان وإنسانيته .
إنها دعوة الى كل مسؤول ، دعوة الى كل من يمتلك إتخاذ قرار ، دعوة الى كل المنظمات الإنسانية ، أن يسارعوا الى إنهاء هذه المأساة التي تجري على أرض واحد من أغنى بلدان العالم .
على المكشوف نقولها لوزارة حقوق الإنسان ، إتركوا مكاتبكم الفخمة والمريحة وشاركوا هؤلاء الضحايا همومهم ولو بالفرجـــــة !!؟؟