| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الخميس 19/5/ 2011



على المكشوف

الرقابة الشعبية
ضرورة ملحّة في القطاع الصحي

د. سلام يوسف

أحدى أهم وسائل النهوض بواقع الخدمات بكل أنواعها والتي تقدمها الجهات التنفيذية بعد تشريعها، هي وسيلة الرقابة الشعبية كون البرلمان هو المشرع وهو المراقب على أداء الجهات التنفيذية وأن الشعب هو المساهم والمراقب ومساعد البرلمان في تشريع كل ما شأنه أن يخدم الوطن والمواطن ،ومن هنا يمكن القول أن تشكيل لجان الرقابة الشعبية هي ممارسة ديمقراطية هدفها الأرتقاء بالبلد.
ومن أجل تطبيق وممارسة الديمقراطية في حدها الأدنى لابد من أشراك وأشتراك كافة القوى بمختلف مشاربها لأن المسؤولية جماعية والوطن وطن الجميع.
ولايخفى أن القطاع الصحي بعناوينه الرسمية (الحكومية) والأهلية (القطاع الخاص) يعاني من السلبيات الكثيرة والتي أنتجت واقعاً صحياً متردياً موروثاً وجديداً عاكساً أنتشار العديد من الأمراض وأستفحال ظاهرة الأستحلاب المستمر لمداخيل المواطنين ناهيك عن زيادة عدد الوفيات لأسباب صحية أضافة الى الفساد الأداري والمالي الذي يشوب أداء وزارة الصحة بكل مرافقها وفي كل المحافظات،يؤطر ذلك ممارسة نظام صحي بالي لايرتقي للتطورات العلمية والتكنولوجية مع أنحدار ملحوظ بالمستوى العلمي لممارسي الطبابة في العراق.
وأزاء هذه الحقائق ولأن العراقيين ضاقوا ذرعاً بالوعود فيبدو أن تشكيل لجان الرقابة الشعبية الصحية أصبحت ضرورة ملحة لابد من تنفيذها ،قوامها الجهات ذات العلاقة المباشرة أضافة الى ممثلي المجالس البلدية.
والسؤال الذي يطرح نفسه، ما هي مهمات هذه اللجان؟ فمن وجهة نظرنا، نرى أضافة الى وجوب تزويد هذه اللجان بالمعلومات الخاصة فبنفس الوقت عليها مراقبة أداء المؤسسات وتستطلع أراء المواطنين وبالتالي توحد المواقف والأراء في صورةٍ واحدة تعرضها أمام الجهات المعنية دون أن تكون لهذه اللجان سطوة على تلك المؤسسات لأن ذلك سيغير أتجاه هدفها من خدمة المواطن الى لجان أبتزاز أو لجان تصفية حسابات، وهذا يعني ضرورة تنظيم عمل هذه اللجان بقانون ينشر بكل شفافية، مع القيام بحملة أعلامية واسعة النطاق لأطلاع ابناء الشعب على ماهية مثل هذه اللجان.
أن جوهر الرقابة الشعبية لأداء القطاع الصحي يتلخص بمراقبة الأداء من حيث تقديم الخدمات الصحية للمرضى ووصول العلاج كاملاً مع متابعة توفر كافة وسائل التشخيص أضافة الى تسهيلها ناهيك عن قطع دابر أرتفاع الأسعار الذي أنهك المواطن المبتلى بمرضه.
لذا فالأمل أن تبادر الشخصيات التخصصية التي تمتلك النظر الثاقب،الأمينة على مصالح الجماهير، المقبولة أجتماعياً وشعبياً الى تشكيل هذه اللجان وأن تنخرط فيها وتسهم بشكل مباشر في أعادة بناء الوطن على أسس وقيم العدالة والنزاهة والطموح

free web counter