| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

السبت 19/1/ 2008

 

على المكشوف

وهل يفقه الأطفال ما يفعله الكبار بهم؟!

د. سلام يوسف

شوّه النظام الصدامي من بين ما شوهه، الطفولة وأحلامها البريئة وتطلعاتها البسيطة وأمنياتها الساذجة وذلك والكل يعرف من خلال ما ابتدعه عقله المريض من تشكيلات أشبال صدام وأقزام صدام وغيرها .ولم يكتف نظامه الملعون (في الدنيا والأخرة) بأشعاله فتيل الحروب والعداء لكل ماهو سلم وسلام ، خضار وأثمار، أهوار وأشجار بل أعطى الضوء الأخضر للتجار ذوي الجيوب المريضة كنفسياتهم بأستيراد أي شئ يكرس ثقافة الدم والحروب والقتل، وكأن الحياة ليس فيها غير صور الموت والدمار والحزن.وصدام كانت له مناسباته التي تقام وفق رؤيته الممسوخة عن (دراكولا)، لذلك فحتى بالأحتفالات والمناسبات الوطنية والدينية كان لا يشعر بالراحة والملّذة إلاّ من خلال الأستعراضات العسكرية شاملاً فيها الأطفال، حيث يؤتى بهؤلاء الأطفال عنوةً عن طريق البعثيين و المستبعثين من الأباء أو من خلال القسر الحزبي المناطقي، والأطفال المساكين لايفقهون ماذا يريد منهم الرفيق الحزبي !
تغير طعم المناسبات والأفراح .
وما كانت النتائج ؟
الأطفال كبروا ، ناموا وصحوا على الأحتلال والدمار والتقتيل والطائفية . سرقت طفولتهم ، بل تم عقد الصفقات التجارية السياسية بهم، تحول هؤلاء الأبرياء الى دمى ألبسوها رداء الذئاب!
تم كنس صدام من الخارطة السياسية والأجتماعية العراقية.
القصة تعيد نفسها اليوم ، فطعم المناسبات وعظمتها راح يتغير بنفس الأسلوب من التشويه والأستعراض،فالـ (جماعة) وفروا كميات كافية من ألعاب الأطفال المصنعة خصيصاً للمتاجرة الدينية ودخلت أسواق بغداد والمحافظات الحزينة دوماً (فكل الأرض كربلاء وكل يوم عاشوراء !!) أدوات التعذيب الجسدي الآدمي (الأرادوي) إن صح التعبير، فأهالي الأطفال راحوا يبتاعون تلك الأدوات ومنها (شدّة الزناجيل) وهي أحجام طبعاً كلٍ حسب عمر أبنه ليعلموه منذ الأن كيف يعذب نفسه حزناً .
السؤال :
على ماذا سينشأ هؤلاء الأطفال ؟
هل سيتعلمون الغاية الكبرى التي ثار من أجلها الأمام الثائر أم ستنشأ معهم قناعات مشوّهة عن الثورة والثائرين ؟ هل سيتعلمون إن الثورة على الظلم تعني الكفاح والنضال أم إنها عن طريق ضرب الأجساد وتطبير الرؤوس واللطم على الصدور؟ هل ستقتنع هذه الكائنات الصغيرة والمسكينة إن السياسة هي فن الممكنات أم إنها بكاء ونحيب ولبس السواد ؟
وشر البلية ما يُضحك هو إن هذه الأدوات التعذيبية تم صناعتها وأستيرادها من أحدى الدول الأجنبية !!


 

 

Counters