| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

الخميس 18/10/ 2007

 

على المكشوف

وزارة الصحة ....كيف الصحة ؟

د. سلام يوسف

كثيرة جداً هي الأحاديث عن وزارة الصحة كونها وزارة خدمية يتمفصل عندها ثالث أخطر هم من هموم الشعوب ألا وهو المرض أضافة الى الفقر والجهل، فتتناول هذه الأحاديث أداء المؤسسات الصحية ، الأدوية ، الأجهزة ، واقع المستشفيات ، أجور المنتسبين،هجرة الأطباء وعشرات العناوين والتي لازال الحديث عنها مستمراً منذ ايام الدكتاتورية المقبورة وحتى الأن حيث إن الأوضاع الحالية المعروفة تلعب دوراً في تلكؤ عمل أغلب مؤسسات الدولة والقطاع الخاص.ومع ذلك فيبدو(حينها)إن أخبار تنفيذ خطة(فرض القانون)الأمنية قد شجّعت بعض الزملاء الأطباء للعودة الى وظائفهم بعد أن تركوها لأسباب تتعلق بحياتهم،ومنهم طبيب زميلي قصّ لي حكاية معاملة عودته(والتي لم تنته بعد)،وإليكم قصته،يقول زميلي:
(حملت نفسي وذهبت الى المركز الصحي الذي كنت منتسباً إليه قبل أن تصلني رياح الأرهاب وأترك عملي فيه لمدة ستة أشهر حيث غادرت وعائلتي لنهاجر قسراً،رحب بي كافة المنتسبين وشكروا الله على سلامتي ورفعوا أياديهم متضرعين له سبحانه وتعالى أن يسهّل رجوعي إليهم إذ عرفوا فيّ الأخ والزميل والصديق،قدمت العريضة التي أشّر عليها مدير المركز وبسرعة،ذهبت على أثري الى قطاع الرعاية الصحية الذي ينتمي مركزنا الصحي إليه،أهتموا بمعاملتي كونهم يعرفون بقصتي وقالوا المعاملة تأخذ مجراها على أمل أن يعطوني باليوم التالي رقم وتأريخ ترحيل المعاملة الى دائرة صحة بغداد وهذا ما حصل.بعد مرور ثلاثة أيام في دائرة صحة بغداد عرفت إن المعاملة وصلت لهم تحت رقم وارد كذا في التأريخ الفلاني،حمدت الله إن المعاملة تسير بشكل سلس رغم أنوف الأرهابيين،وأخبرني موظف الواردة إن معاملتي لدى الشعبة الفلانية.وهنا بدأت رحلة البحث عن المعاملة الواردة إليهم،فرغم الجهود المضنية التي دامت أثنتا عشر يوماً إلاّ إننا لم نعثر للمعاملة على أي اثر!!
لي صديق في وزارة الصحة نصحني بالمجيئ للوزارة وتقديم طلب العودة من خلالها لأن حسب التوجيهات العليا يجب تروّيج معاملات الأطباء الراغبين بالعودة بلا تأخير، أخذت بنصيحة صاحبي وقابلت وكيل الوزير للشؤون الأدارية حيث قدمت له عريضة موجِزاً الموضوع ومشيراً الى ضياع المعاملة،هذه العبارة وضعت تحتها خط والتي يبدو إن السيد الوكيل لم يكترث أو إن ضياع المعاملات أصبح(من تقاليد العمل الجديد!!)،ومع ذلك فجزاه الله خير الجزاء حيث همّش على العريضة بترويج المعاملة للأستفادة من خدماتي.ذهبت الى الأدارية لأتمام مراسيم أصدار الأمر الأداري على الأقل كي أعود لأستلم مرتب شهري بعد ان تقطعت بنا السبل،ولكن المفاجأة الكبرى إن الموظفة المختصة بتاركي العمل لم تعثر على أسمي في قوائمها رغم مرور ستة أشهر على تركي للوظيفة!!بعد الكلام والتعجب والأستفهام قرروا تزويدي بكتاب الى دائرة الصحة يستفسرون فيها عن أخر مرتب تقاضيته وعن سبب عدم ورود أسمي ضمن تاركي العمل، وهنا أقترحت الموظفة معاقبة المقصر،المهم أخذت الكتاب الى دائرة الصحة وبعد مرور ستة ايام أكتشفوا إن القطاع لم يرفع أسمي إليهم فزودوني بكتاب الى القطاع بهذا المعنى،بعد يومين زودوني بكتاب يذكرون فيه إنهم أخبروا دائرة الصحة بأنقطاعي،رجعت الى دائرة صحة بغداد لأتمام المعاملة وليجيبوا على أستفسار الوزارة وهنا(نام) الكتاب 20 يوماً في هذه الدائرة منها 11يوم لغرض توقيع كتابهم الى الوزارة من قبل السيد معاون مديرهم العام.تسلمت الكتاب المعنون الى الوزارة الذي يخبرونها فيه إن مرتب الطبيب فلان بن فلان كذا،وإنهم(أي دائرة صحة بغداد)لم تستلم موقف تاركي العمل من القطاع والخاص بهذا الطبيب!عدت مرة اخرى الى الموظفة المختصة لتخبرني أنها سترفع مذكرة الى السيد الوزير لغرض عرض الموضوع امام سيادته وإستحصال موافقة عودتي للوظيفة ومر على رفعها المذكرة ثمانية أيام ولم تظهر النتيجة رغم مرور 52 يوماً).هذه باختصار قصة رحلة عودة طبيب عراقي ترك وظيفته عنوةً ويرغب بالعودة ليخدم وطنه وشعبه،ويبدو إن الموافقة ستأخذ وقتاً فالسيد الوزير مشاغله كثيرة ويحتاج الى أيام للأجابة على البريد ثم هناك(طراطيش)كلام عن التغيير الوزاري المرتقب،لذلك فيبدو إن وزارة الصحة تعاني من أمراض كثيرة والحق علينا أن نستفسر عن صحتها عملاً بالأصول العشائرية والأجتماعية و.. الطائفية.



 

 

Counters