| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأحد 18/11/ 2012



على المكشوف

الطبيب مطالب بالشفافية

د. سلام يوسف

أضعف كائن في لحظة زمانيةٍ ما ..هو المريض ،لذا فهو حينما يلجأ الى الطبيب فانه يتوسل فيه كل قيم الانسانية والامل باحثاً عن امرين لاثالث لهما ،وهما ،معرفة حالته والشفاء منها.

والطبيب يتواجد تحت عنوانين، الاول هو الحكومي ويشمل المستشفيات ،المراكز الصحية ،عيادات التأمين الصحي ،اما الثاني فهو العنوان الخاص او الاهلي ويشمل المستشفيات الخاصة، العيادات ،المجمعات الخاصة.

الفرق بين الاثنين ان الطبيب في العنوان الاول يتسلم اجوره من الحكومة اما في العنوان الثاني فيستوفيها من المريض نفسه (وعدد ليس قليل يعمل تحت العنوانين) ،علماً ان امكانيات الدولة المالية مقارنة بامكانيات المواطنين كبيرة جداً!

ولكن يبقى المهم تحت كل هذه المسميات والعناوين هو علاقة الطبيب بالمريض ،فالطبيب هو نفسه والمريض هو نفسه والمرض هو القاسم المشترك بينهما ولكن الفارق ان الطبيب من واجبه ان يحدد المرض ويشخصه ويعمل على معالجته واذا لم يتوصل الى العلة فعليه اخلاقياً وانسانياً ان يُشرك الاخرين من ذوي الاختصاص الطبي لمعاونة ومساعدة المريض وانقاذ حياته او ابرائه من المرض الذي اصابه.

وفي جميع الاحوال فالعمل بمهنة الطب ليس منّة او استعطاف او استضعاف بقدر ماهي مهنة تحكمها الاخلاق والمبادئ الانسانية والواجب الادبي والوطني ،وبنفس الوقت ولغرض تامين اداء جيد وخلاّق للطبيب فعلى الجهات المعنية ان توفر ظروف العمل التي تتناسب مع رسالته الانسانية.

ومن هذا الفهم فالطبيب مطالب ان يكون حميم العلاقة مع مريضه ،شديد الصلة الانسانية به ، حنون عطوف بسيط مرن وشفاف ،يجب ان يُطلع الطبيب مريضه أو ذويه (حسب الحالة) عن ماهي الحالة التي يشكو منها المصاب، فواحدة من اهم اسباب كثرة مراجعة الناس الى الاطباء (وهذا يعني عملياً بذل المزيد من الاموال) هو عدم تعامل الاطباء بالشفافية الكافية مع مرضاهم ، واقصد يجب ان يتعاون الطبيب ومريضه في معالجة الحالة واهمها حينما يعرف ويدرك المريض سر علته، فكثير جداً من الامراض شفى منها المرضى بارادتهم واتباع ارشادات طبيبهم المعالج.

ولغرض انجاز الضوابط اعلاه فذلك يتطلب ان يمنح الطبيب المعالج المريض الواحد (او الحالة الواحدة) الوقت الكافي لدراسة كل المعطيات من فم المريض (التاريخ المرضي للحالة) مع الفحص السريري مع الفحوصات المختبرية المختلفة، ومن المنطق ان يتعامل الطبيب مع اية حالة وكانه في امتحان عليه ان يجمّع معطيات الحالة ويعمل على حل لغزها ومن ثم يعطي الحل للمريض ليُشركه هو و/او اهله في اعادة  الامور الصحية الى مسارها الطبيعي الصحيح.

ان مهنة الطب هي اكثر المهن  الحاحاً في متطلبات التعامل الانساني ،وقد ادرك الانسان ومنذ القدم هذه الرسالة حينما انبرى ابو قراط ونسج القَسَم الذي عرف باسمه من خيوط المروءة والشرف والشهامة والامانة والنبل والصدق والحرص.

 

 
 
 

free web counter